responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 467
طرسوس والمصيحة، وتل باشر والرواندان وهي قلاع حصينة في شمالي الجزيرة، وذلك بفضل مساعدة أهلها من الأرمن وثورتهم ضد الحاميات التركية، ثم أرسل حاكم مدينة الرها ثوروس الأرمني إلى القائد الصليبي - بلدوين - يدعوه للحضور إلى الرها لمساعدته في تسليم المدينة إليه عام 1098م لأنه خشى أن يحتلها أمير الموصل من قبل السلاجقة، فأسرع بلدوين على رأس قوة صغيرة استقبلت من قبل أهالي المدينة وحاكمها استقبالاً حافلاً، ومن ثم ثار أهالى الرها ضد حاكمهم، مما أدى إلى قتله، وانتقال مقاليد الأمور إلى بلدوين البولوني، الذي اتهم بأنه كان وراء هذه الثورة ولم يقم بواجبه في حمايته ([1]
وقد تمكن بلدوين من السيطرة على الرها في أعالي الفرات، وأسس هناك إمارة صليبية من أجل أن تكون بمثابة دولة حاجزة، بين سلاجقة آسيا الصغرى وسلاجقة العراق وكذلك بلاد فارس، وكي تكون بمثابة محطة إنذار مبكر للصليبيين في مواجهة أية أخطار عسكرية قادمة لهم من الشرق, وفي هذا دليل واضح أن الغزاة الجدد كانوا يدركون أهمية زرع كياناتهم في مواقع جغرافية ذات أهمية استراتيجية خاصة، ويلاحظ هنا أن إمارة الرها - على نحو خاص - ستتعرض للعديد من الضربات من جانب المسلمين [2]، وقد توسع بلدوين، فاستولى على تل باشر والراوندان وسميساط وسروج [3]، بالإضافة إلى كثير من المواقع والمدن في شمالي الجزيرة الفراتية، فامتدت رقعة هذه الإمارة الصليبية فوق مساحة من الأرض تقع شرق نهر الفرات وغربه، وجاورت إمارة الموصل، وهددت مدن ديار بكر، مثل نصيبين وماردين [4]، وحران، بل شمالي العراق كله، كما سيطرت على الطريق المؤدية إلى حلب والموصل, وقد كانت هذه الإمارة من أوسع الإمارات الصليبية وأشدها أذى للمسلمين بسبب أطماع حكّامها النورمان واجتهادهم في الحروب والغارات, ولكنها كانت مع ذلك أضعف هذه الإمارات بسبب توسطها بلاد المسلمين، وتعرُّضها بالضرورة لردود أفعالهم بالإضافة إلى عدم تلقيها دعم الحجاج المسيحيين، ولا إمدادات التجار الإيطاليين [5].
8 - إمارة أنطاكية: بعد أن انتصر الصليبيون على السلاجقة في آسيا الصغرى، واستولوا على عاصمتهم نيقية واصلوا تقدمهم ونجحوا في تأسيس أول أمارة لهم بالشرق في الرها، دون أن تقابلهم أية صعوبات تذكر، ثم واصلوا تقدمهم بعد ذلك إلى أنطاكية [6]. كانت أنطاكية من أقوى مدن ذلك العصر تحصيناً، وكان لها أهميتها الكبرى لدى النصارى،

[1] الحركة الصليبية (2/ 143 - 147).
[2] الحروب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، ص 86.
[3] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 92.
[4] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 92.
[5] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 92.
[6] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدني، ص 241.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست