responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 466
* حرمت الخسارة السلاجقة من امتلاك هرقلة وقيصرية بالإضافة إلى أن مملكة بلدوين التي أسسها الصليبيون في الرها، ومملكة غودفري في فلسطين، وضعتا حداً لتوسعهم شرقاً، كما أن وجود قوة نورمانية على شاطئ البحر المتوسط، حرمهم من الاستفادة من الشواطئ الجنوبية الغربية, وإذا كان عليهم أن يستمروا فإنهم لا بد أن يعيدوا سيطرتهم على الأناضول ويصبحوا أسياده مجدداً [1].
* بالإضافة إلى تراجع قوة السلاجقة، فقد ساءت علاقتهم بسلاجقة الشرق، لأن قلج أرسلان لم يعترف لهم بالسيادة إلاَّ أنه كان أمامه بصيص أمل، فعرف كيف يستغل استمرار تدفق المهاجرين من الأتراك إلى آسيا الصغرى، بأعداد متزايدة، فجنَّدهم في صفوف جيشه، وخلق منهم جيلاً محارباً قوياً مدرَّباً ومنظَّما [2]. ولا مراء في أن معركة دوريليوم احتلت مكاناً بارزاً في تاريخ الحملة الصليبية الأولى فهي أول صدام عسكري كبير بين الصليبيين والسلاجقة, وتحقق الانتصار للأولين على نحو كان فاتحة توسعات صليبية غير مسبوقة، وقد أفاد الصليبيين في ذلك كثرتهم العددية وحسن تنظيمهم ناهيك عن استبسالهم في القتال [3].
6 - سقوط قونية وهرقلة: على أية حال: اتجه الصليبيون بعد دوريليوم إلى قونية في أغسطس عام 1097م /491هـ وساروا من بعدها إلى هرقلة وتمكنوا من السيطرة عليها هي الأخرى بعد إلحاق الهزيمة بالأتراك السلاجقة، وعندما بلغت القوات الصليبية أرمينية الصغرى رحب بهم الأرمن وقدموا لهم كل مساعدة، ومن بعد ذلك صار هدف الغزاة يتجه نحو مدينة أنطاكية [4].
7 - إمارة الرها: استمر الزحف الصليبي نحو بلاد الشام، إذ كانت جيوشهم كالجراد المنتشر، وقد بلغوا قرابة مليون مقاتل، فاحتلوا الرها وأنطاكية، وتوجهوا نحو بيت المقدس، ولم يجدوا مقاومة تذكر نظراً للتمزق السياسي والخراب الاقتصادي في تلك المرحلة، كان معظم سكان الجزيرة الفراتية من نصارى الأرمن الخاضعين لحكم السلاجقة، وخاصة في تل باشر، ومرعش والراوندان [5] , فقد رحب الأرمن بالغزاة، واعتبروهم منقذين لهم، وحماة للنصرانية في تلك الجهات [6]، وسار الأعوان والمرشدون من رجال الأرمن، حتى يسهلوا مهمة الزحف أمام قادة الغزو الصليبي «بلدوين وتنكرد» وقد تمكن الغزاة من احتلال

[1] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 89.
[2] المصدر نفسه، ص 89.
[3] الحروب الصليبية بين الشرق والغرب، ص 77.
[4] المصدر نفسه، ص 78.
[5] الجهاد والتجديد, محمد الناصر، ص 94.
[6] النجوم الزاهرة (5/ 146).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست