responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 465
أسفر عن انتصار الصليبيين، ورجحت كفة الأتراك في بداية المعركة التي استمرت عدة ساعات قبل أن يصل القسم الثاني ويشترك في القتال, وانسحب قلج أرسلان إلى داخل هضبة الأناضول، وبلغت الخسائر في الأرواح أقل مما توقع أي من الطرفين، وعانى الأتراك في آخر عشر دقائق من المعركة عندما حاصر الصليبيون جناحهم الأيسر، وأصيب بوهيموند بجراح، واستولى الصليبيون على المدينة [1].
5 - نتائج معركة دوريليوم: كان لمعركة دوريليوم تأثير بالغ السوء على أوضاع السلاجقة. إذ بهزيمتهم خسروا بعض ما كسبوه خلال أكثر من عشرين عاماً، إلا أنهم كسبوا احترام الصليبيين وإعجابهم بما تحلوا به من شجاعة, وبما اتبعوه من أساليب علمية في فنون الحرب. وأدرك قلج أرسلان أن لا جدوى من المحاولة لوقف الزحف الصليبي فلجأ مع أتباعه إلى التلال بعد أن خربوا القرى لحرمان الصليبيين من الاستفادة من خيراتها، ولم يعد قلج أرسلان يجرؤ بعد ذلك على مواجهة الصليبيين منفرداً وجهاً لوجه.
* ظهور قوة جديدة على مسرح الأحداث في الشرق الأدنى هي قوة الصليبيين الغربيين الذين أثبتوا تفوقهم العسكري على القوة التي طالما عجزت أمامها الجيوش البيزنطية، ألا وهي قوة السلاجقة في بلاد الروم.
* شكّل سقوط نيقية وخسارة دوريليوم طعنة قاتلة لهيبة تلك الأسرة السلجوقية ومكانتها في الأناضول، وكانتا نقطة تحول في الشئون السلجوقية بسبب أن الخسارة التي تكبدوها في الأرواح أو فى الممتلكات، كانت فادحة.
* فتحت هذه المعركة الطريق للصليبيين إلى بلاد الشام، وكفلت لهم سلامة المرور عبر آسيا الصغرى.
* نجحت بيزنطة في استرداد الجزء الغربي من الأناضول التي خسرته بعد سقوط نيقية بأيدي السلاجقة في عام (474هـ/1081م).
* أدّت عملية الاسترداد إلى تغيير مهم في خريطة الأراضي، إذ بينما كانت الحدود السلجوقية البيزنطية تمر في عام 478هـ/ 1085م في مدينتي نيقية ونيقوميدية على مسافة قصيرة من بحر مرمرة ومضيق البوسفور، نرى أن هذه الحدود قد تغيَّرت بعد أن تم طرد الأتراك من بيثينيا وأيونيا وفيريجيا، ومن ثم عادت هذه المقاطعات بيزنطية، وبذلك تكون الإمبراطورية قد ثأرت لنفسها مما حلَّ بها على أيدي السلاجقة منذ معركة ملاذكرد.

[1] تاريخ سلاجقة الروم، ص 87.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست