responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 464
عن هذا المعقل الأمامي الحصين [1].
توجه قلج أرسلان بعد سقوط عاصمته، نحو قونية، واتخذها عاصمة جديدة لسلطنته، وقاعدة عسكرية للانطلاق منها والدفاع عن أراضيه، ثم أجرى مفاوضات مع الأمير الدانشمندي من أجل تجميد خلافاتهما، والتعاون لمواجهة الغزو الصليبي الذي يهدَّدهما معًا. لقد زاد سقوط نيقية من خوفه على المستقبل، كما أن ضياع أمواله وكنوزه كان أمراً سيئاً [2]، وأسفرت المفاوضات بين البيتين التركيين، السلجوقي والداشمندي، عن عقد هدنة بينهما، كما اتحدا للتصدي للزحف الصليبي الذي وصل إلى كبادوكية، وتناسيا -مؤقتاً- تنافسهما بشأن ملطية، وهكذا اتحد جميع الأتراك في آسيا الصغرى للتصدي للصليبيين في سهول دور يليوم [3]، ومما يحسب للإمبراطور البيزنطي تنفيذه للاتفاق المُبرم بين الإمبراطور وأهل نيقية، فقد خرج الأتراك من المدينة مع عائلاتهم وأمتعتهم تحت حراسة مشددة إلى القسطنطينية أو إلى المعسكر البيزنطي في بيلكانوم ومن بينهم أخت السلطان وزوجته وأولاده، ولم يلبث الإمبراطور أن أعادهم إلى الزعيم السلجوقي دون فدية [4].
4 - معركة دور يليوم: استأنف الصليبيون سيرهم بعد استراحة أسبوع على سقوط نيقية، عبر فريجيا متخذين الطريق الروماني الذي يمر في دور يليوم وفيلوميليوم وقونية وصولاً إلى طرسوس وصحبتهم سرية من القوات البيزنطية بقيادة تاتيكيوس المشهور بخبرته وتجربته [5]، ثم توقفوا في قرية لويكي حيث عقدوا مجلساً عسكرياً حدَّدوا خلاله خطة الزحف، وتقرر تقسيم الجيش إلى قسمين لتسهيل عملية التموين أثناء الزحف، والقضاء على المقاومة السلجوقية في أكبر مساحة ممكنة [6]، وتقدم الجيش الصليبي بقسميه إلى منطقة السهول التي يسقيها أحد روافد نهر سنغاريوس حيث الأتراك يتربَّصون بهم، ويُعد هذا المكان مناسباً لممارسة فرسانهم تكتيكهم العسكري، فانطلقوا عبر السهل بخيولهم الخفيفة وراحوا يلتفون حول القسم الأول المتقدم دون أن يصطدموا به، وحرص الصليبيون من جانبهم على ألا يفرقهم الأتراك أو يفاجئوهم بخوض معركة لم يستعدوا لها، لذلك عسكروا في 27 رجب / 30 حزيران قرب خرائب مدينة دور يليوم [7]، وظهر الأتراك في صبيحة اليوم التالي وباشروا فوراً تطويق الصليبيين والضغط عليهم. وجرى اشتباك بين الطرفين

[1] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 86.
[2] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 86.
[3] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 86.
[4] تاريخ سلاجقة الروم، ص 85.
[5] تاريخ سلاجقة الروم، ص 86.
[6] المصدر نفسه، ص 87.
[7] المصدر نفسه، ص 87.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست