responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 463
وسقوط بارى آخر أملاك بيزنطة هناك عام 1071م/464هـ ..
كل ذلك لم يغب عن أذهان المسئولين البيزنطيين البتة وهم يتعاملون مع المجموعة المذكورة، وبصفة عامة وافق بوهيمند على أن يقسم قسم الولاء للإمبراطور الكسيوس مع ملاحظة أن البعض الآخر مثل تنكرد ابن أخت بوهيمند لم يقسموا ذلك القسم وبالنسبة للمجموعة التي على رأسها ريموند الرابع كونت تولوز: فنعرف أن تلك القيادة الصليبية لم تقسم يمين الولاء للإمبراطور، غير أنها وافقت على القسم باحترام حياته وعدم الإساءة إليه, وفيما يتعلق بالمجموعة التي على قيادتها روبرت النورمندي، فقد وافق الأخير على القسم للإمبراطور، وعبرت تلك المجموعة مضيق البسفور إلى آسيا الصغرى, شأنها في ذلك شأن المجموعات الأخرى وعلى أية حال فإن المكسب الأكبر - الظاهري - الذي حققه الكسيوس من تعامله مع تلك المجموعات الصليبية: أنه عقد معهم اتفاقية القسطنطينية عام 1097م/491هـ [1] , والتي تعهد فيها الطرف الصليبي بأن يعيد لبيزنطة كل المواقع التي كانت لها من قبل اجتياح السلاجقة لأراضيها، ومن المنطقي تصور أن أنطاكية حاضرة نهر العاصي الكبرى دخلت ضمن ذلك الاتفاق في مقابل تقديم بيزنطة للمؤن والإمدادات للصليبيين. ويلاحظ أن الصليبيين لم يلتزموا بتلك الاتفاقية التي تصورت الإمبراطورية البيزنطية أنه من الممكن إلزامهم بها دون جدوى [2].
3 - سقوط نيقية: اندفعت الجيوش الصليبية بعد العبور، باتجاه نيقية للاستيلاء عليها نظراً لموقعها الجغرافي، إذ لو بقيت بأيدي السلاجقة لشكل ذلك خطراً على خطوط مواصلاتهم مع بلاد الشام، وتوحَّدت أهدافهم وأهداف بيزنطية في هذه القضية [3] وعندما وصلت القوات الصليبية عاصمة دولة سلاجقة الروم، كان قلج أرسلان السلجوقي متغيباً عنها، وفرض الصليبيون الحصار عليها، وتمكنوا من إلحاق الهزيمة بالسلاجقة، وهو الانتصار الأول لهم، وقد اتجهت الحامية السلجوقية للمدينة، إلى الاستسلام، واتصلت بصورة سرية بالبيزنطيين وتم الاتفاق على الاستسلام في مقابل ألا يتعرض أحد للسلب والنهب، وبالفعل فوجئ الجميع بارتفاع الأعلام البيزنطية ترتفع فوق أسوار نيقية وذلك في يونيو 1097/ 491هـ [4]، وبذلك سقطت نيقية في أيدي البيزنطيين بعد ستة عشر عاماً من فتح السلاجقة لها، وأضحى بوسع الإمبراطورية التنفس بحرية بعد إجلاء السلاجقة

[1] الحروب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، ص 76.
[2] الحروب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، ص 76.
[3] الحروب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، ص 76.
[4] الحروب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، ص 76.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست