responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 462
أو ما عرف بالجيتو اليهودي، ومثلوا كيانات منعزلة ومتقوقعة ترفض الاندماج في المجتمعات الأوربية المحلية الأكبر على نحو أدى إلى توافر نظرة عدائية عميقة تجاههم تزايدت مع تعاقب السنين، مع ملاحظة أن اليهود أنفسهم لم يعملوا من جانبهم على تغيير تلك النظرة العدائية لدى خصومهم, والواقع أننا لا نورد كل تلك الاعتبارات كتبرير للمذابح التي اقترفها الصليبيون ضد اليهود في حوض الراين كما حدث في مدن سياير وكولونيا ويراين وغيرها [1].
وكان الصليبيون يخيرون اليهود بين الارتداد عن دينهم واعتناق المسيحية أو ألموت، وقد ظهر عدد من القادة الذين قادوا هذه المذابح ضد اليهود من أمثال فولكمار، وجوتشوك واميخو، وقد سقط المئات قتلى، على نحو عكس روح التعصب العارمة التي سادت صفوف الصليبيين وعدم قدرة المسيحية على أيدي أبنائها المتعصبين على التجاور مع أهل الأديان الأخرى سواءً على أرض القارة الأوروبية ذاتها أو في بلاد الشام ومصر عندما تصل إليها أقدام الصليبيين، ولا نغفل أن مثل تلك الحوادث دعمت لدى العقل الجمعي اليهودي فكرة الاضطهاد، بل ومعاداة السامية، واستغلوا - فيما بعد - مثل تلك الأحداث من أجل استمرار المكاسب السياسية تكفيراً عن الذنوب التي اقترفت في الماضي [2].
2 - موقف الإمبراطور البيزنطي من حملة الأمراء: تقدمت الجماعات الأربع المذكورة نحو الشرق، وكانت أولى الجماعات التي وصلت إلى الأراضي البيزنطية تلك التي كانت بقيادة جودفري البويوني وشقيقه بلدوين، ويلاحظ أن الإمبراطور البيزنطي الكسيوس كومنين أرسل رسله إلى جودفري البويوني للاتفاق على ألا تتعرض بلاده للسلب والنهب مثلما كان الأمر مع حملة العامة, وفي المقابل قدم للصليبيين المؤن والإمدادات إلى أن يصلوا إلى مناطق السلاجقة، غير أن قوات جودفرى لم تلتزم بذلك واستباحت أحد المواقع البيزنطية في صورة مدينة سليمبريا, وقد طلب الإمبراطور البيزنطي من جودفرى أن يقسم له يمين الولاء والطاعة واستخدام سلاح قطع المؤن والإمدادات عن قواته إلى أن أرغمه على أن يقسم له ذلك القسم وذلك في أبريل من عام 1097م/491هـ وتعهد بأن يرد للامبراطورية البيزنطية ما فقد منها من مناطق، وتم نقل قوات جودفرى بويون بالسفن البيزنطية إلى آسيا الصغرى. وأما فيما يتعلق بالمجموعة التي بقيادة بوهيمند بن روبرت جويسكارد، فقد كانت الإمبراطورية البيزنطية على جانب كبير من الخوف منها، خاصة أن النورمان مثلوا لها أقوى أعدائها وأخطرهم، ولا نغفل أن أطماع النورمان في أملاك الإمبراطورية في جنوب إيطاليا

[1] الحروب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، ص 74.
[2] المصدر نفسه، ص 74.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست