responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 411
البالغة، ما له لا يتحدث عن الجهاد؟ وما له لا يحرك الجماهير، كما فعل شيخ الإسلام من بعده ابن تيمية؟ ما سر هذه السلبية، والحق أن هذا موقف محير من أبي حامد - رحمه الله - ومثله لا يجهل ما يجب أن يقال، وما يجب أن يعمل في زمن الإغارة على أهل الإسلام، وقد سجل حكم الجهاد في مثل هذه الحالة، وأنه فرض عين في كتبه الفقهية، وربما يقال إن هذه الأحداث الكبيرة إنما برزت وتفاقمت في العالم الإسلامي في نفس الوقت الذي اتجه فيه الغزالي إلى حياة العزلة والتصوف سنة 488هـ وهجر الدنيا بما فيها من صراع البقاء أو صراع الفناء، فكان محور تفكيره حينذاك إنقاذ نفسه من النار ونقلها من المهلكات إلى المنجيات، فقد غزا الصليبون أنطاكية سنة 491هـ ثم معرة النعمان في الشهر الأخير من تلك السنة حتى قالوا: إنهم قتلوا فيها مائة ألف، ثم اجتاحوا البلاد كلها يقتلون ويدمرون، واقتحموا القدس سنة 492هـ وذبحوا من ذبحوا مما يذكره التاريخ ولا ينساه, وكان الغزالي لا يزال في عزلته، إذ لم يفارقها إلا في سنة 499هـ ولكنه بعد ترك العزلة والعودة إلى حياة الإفادة والتدريس والدعوة لم يَبْدُ منه ما يدل على عنايته بهذا الأمر، الذي يتعلق بمصير الأمة، وسيادتها [1].

آراء بعض المعاصرين في سكوت الغزالي عن الحروب الصليبية:
1 - الدكتور زكي مبارك: يعتبر الدكتور زكي مبارك أحد أبرز النقاد المعاصرين الذين كتبوا عن الغزالي وله كتاب «الأخلاق عند الغزالي» تعرض فيه لمسائل كثيرة عنه, وقد وقف وقفة وجيزة عند الغزالي والحروب الصليبية قال فيها: أتدري لماذا ذكرت لك هذه الكلمة عن الحروب الصليبية؟ لتعرف أنه بينما كان بطرس الناسك يقضي ليله ونهاره في إعداد الخطب وتحبير الرسائل لحث أهل أوربا على امتلاك أقطار المسلمين، كان الغزالي (حجة الإسلام) غارقاً في خلوته، منكباً على أوراده، لا يعرف ما يجب عليه من الدعوة والجهاد [2].
2 - الدكتور عمر فروخ: أما الدكتور عمر فروخ فقد التمس العذر في سكوته عما جرى في القدس قائلاً: كان الصوفية يعتقدون بأن الحروب الصليبية كانت عقاباً للمسلمين على ما سلف لهم من الذنوب والمعاصي، ولعل الغزالي قد شارك سائر الصوفية في هذا الاعتقاد [3]. وغير صحيح تعميم القول بأن الصوفية لا يشاركون في الجهاد، بل مشاركة كثير من الصوفية

[1] الغزالي بين مادحيه وناقديه، ص 156.
[2] الأخلاق عند الغزالي، ص 25.
[3] أبو حامد الغزالي والتصوف، دمشقية، ص 352.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست