اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 410
مآخذ معدودة عليه. ونضيف إلى ذلك: أن كتاب الإحياء موسوعة علمية ضخمة وليس هو الكتاب الصغير ووجود الأخطاء لا يلغي مكانة الكتاب وأهم ما انتقد على الكتاب في نقاط:
* استشهاده بالأحاديث الضعيفة والموضوعة.
* وجود بعض الأحكام التي بنيت على هذه الأحاديث.
* ذكر كثير من القصص التي تحمل المبالغات في السلوك الصوفي.
* الحديث عن الكشف والمكاشفة التي يتحدث عنها في الإحياء (1)
* بعض المواضع التي ذكر فيها مواد فلسفية.
قال الدكتور القرضاوي: على أن من أخطر ما يؤخذ على الغزالي - بالنسبة إلى التصوف - هو قضية «الكشف» أو «المكاشفة» التي يحصل الصوفي على علومها وأنوارها بعد الرياضة والتصفية الروحية، وبعد الترقي في مدارج السالكين ومنازل السائرين، وقد صرح الغزالي أن «علم المكاشفة» مما لا يجوز أن يودع الكتب [2]، ومهما يكن من أمر فإن الغزالي كما قال الذهبي: إمام كبير، وما من شرط العالم أنه لا يخطئ [3].
تاسعاً: موقف الغزالي من الاحتلال الصليبي:
مع مجيء السلاجقة بدأ الوعي بالجهاد يدبّ من جديد في نفوس المسلمين, ولقد استطاع السلاجقة في الفترة الممتدة من دخولهم بغداد إلى سنة 490هـ تاريخ بداية الهجمة الصليبية على الشام، استرجاع شمال الشام كله، من أيدي البيزنطيين، بل دخلوا آسيا الصغرى وتمكنوا من أسر الإمبراطور البيزنطي في معركة ملاذكرد الشهيرة, وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ الحروب الإسلامية البيزنطية. إلا أنه ابتداء من 490هـ ستتخذ هذه الحروب منعرجاً جديداً إذ ستتحول إلى حرب صليبية [4]، وقد احتل الصليبيون عدداً من بلاد الإسلام لاسيما بيت المقدس، الذي دخلوه غازين، وأسالوا فيه الدماء أنهاراً، وقتلوا من أهله نحو ستين ألفاً، وتفككت الأمة أمام هذه الغارات الوحشية ([5])،
إلا أننا لم نسمع صوتاً للغزالي، وهو صاحب الكلمة المسموعة، والصيت المدوي، والبيان المؤثر، والحجة
(1) الإمام الغزالي للشامي، ص 181. [2] الإمام الغزالي بين مادحيه وناقديه للقرضاوي، ص 139. [3] سير أعلام النبلاء (19/ 339). [4] الجهاد من الهجرة إلى الدعوة إلى الدولة، ص 76. [5] الإمام الغزالي بين مادحيه وناقديه، ص 154 ..
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 410