responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 401
الفقيه بأمر الدنيا والآخرة، لذلك لجأ إلى الأسلوب الهادئ التحليلي الذي يخاطب العقل ويستهدف الإقناع وتجنب لهجة الخطيب الواعظ الذي تشغله ظواهر الأمور وأعراض المرض الثانوية فيجنح إلى إثارة العواطف ودغدغة المشاعر .. وقد عمل الغزالي على تبصير الناس بحقيقة الدنيا والصورة التي يجب أن يكون عليها الإنسان بها [1]، وحث الناس على الاقتداء بعهد النبوة وجيل الصحابة في حل هذه الإشكاليات من مادية جارفة، وتصور مغلوط عن الدنيا والآخرة [2].
و- الدعوة للعدالة الاجتماعية: ركز الغزالي على الدعوة للعدالة الاجتماعية بالقدر الذي ركز على أمور العقيدة والدعوة للإصلاح. وأساس آرائه في هذا المجال أن المال آلة صبها الله في أيدي عباده لتكون آلة لدفع حاجاتهم ووسيلة ليتفرغوا لطاعته. فمنهم من أكثر ماله فتنة وبلية فأقحمه في الخطر، ومنهم من حماه وأحبه وفرغه لعبادته وساق إليه حاجته على أيدي الأغنياء, ولذلك عليه أن يأخذ بقدر الحاجة [3]. وقد فصل الغزالي في أنماط الحياة الاجتماعية التي تحقق العدالة الاجتماعية المطلوبة، فقد صنف كتاباً في «آداب الكسب والمعاش» ضمنه آراءه في الحث على العمل وتبيان فضيلته، والبيع وأركانه وشروطه وسائر مظاهر المعاملات التجارية والحياة الاقتصادية [4]، كذلك وضع كتاب «الحلال والحرام» في الإحياء وأراد منه تحديد أنماط الحياة الاجتماعية وكيف ينقي المجتمع من العادات المخالفة للإسلام في أساليب المعيشة والتكامل [5]، ومحاربة الاحتكار والكنز لأن: الاحتكار ظلم في المعاملة، وبائع الطعام الذي يحتكر الطعام ينتظر غلاء الأسعار، هو ظلم عام وصاحبه مذموم في الشرع يبرأ منه الله تعالى [6]. وأفرد الغزالي كتاباً خاصاً في «حقوق الأخوة والصحبة» [7] فذكر أن هناك حقاً في المال وحقاً في الإعانة بالنفس. ولقد فسّر قوله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: 38] أي خلطاء من الأموال لا يميز بعضهم رحله عن بعض [8]. وكان الغزالي يرى: أن في المال حقًا سوى الزكاة, لذلك يجب على الأغنياء مهما وجدوا الفقراء في حاجة أن يزيلوا حاجتهم.
ومهما أرهقت الفقير حاجته كانت إزالتها فرض كفاية إذ لا يجوز تضييع المسلم [9].
ز- محاربة التيارات الفكرية المنحرفة: لم يغفل الغزالي التيارات الفكرية المضادة التي

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين، ص 155.
[2] المصدر نفسه، ص 154، 155، 156.
[3] إحياء علوم الدين (1/ 223 - 224).
[4] إحياء علوم الدين (2/ 62 - 89).
[5] إحياء علوم الدين (2/ 89 - 133).
[6] المصدر نفسه (2/ 74).
[7] المصدر نفسه (2/ 170 - 190).
[8] المصدر نفسه (2/ 171).
[9] المصدر نفسه (1/ 215).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست