responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 400
الوقوف من الأمراء موقف الآمر الناهي مستهدفاً بذلك إرساء القاعدة التي يؤمن بها وهي أن «السياسة تدور في فلك العقيدة» وليس العكس. ولقد حشد في سبيل ذلك الأدلة الكثيرة من القرآن والسنة، وأطنب في سرد قصص علماء السلف مع الخلفاء الراشدين والأمويين وأوائل العهد العباسي [1]. وهكذا في عشرات الأمثلة إلى أن خلص من ذلك كله إلى القول: إن واجب العالم أن يُقَرّع السلطان الظالم كقوله: يا ظالم, يا من لا يخاف الله وما يجري مجراه.
فذلك أن لا يحرك فتنة يتعدى شرها إلى غيره لم يجز، وإن كان لا يخاف إلا على نفسه فهو جائز بل مندوب [2]. ويكرر الغزالي هذا المعنى في أكثر من موضع: للمحتسب، بل يستحب له، أن يعرض نفسه للضرب والقتل إن كان لحسبته تأثير في رفع المنكر أو في كسر جاه الفاسق وفي تقوية قلوب أهل الدين [3]. ولقد اعتبر الغزالي أن المسلمين مسئولون عن النهوض لمواجهة المنكر والأمر بالمعروف، وأن التقاعس ذنب ومعصية, ومما قاله في هذا المجال: اعلم أن كل قاعد في بيته أينما كان فليس خالياً من هذا الزمان من منكر من حيث التقاعد عن إرشاد الناس وتعليمهم وحملهم على المعروف. فأكثر الناس جاهلون الشرع في شروط الصلاة في البلاد, فكيف في القرى والبوادي ومنهم الأعراب والأكراد والتركمانية، وسائر أصناف الخلق. وواجب أن يكون في كل مسجد ومحلة من البلد فقيه يعلم الناس دينهم وكذا في كل قرية, وواجب كل فقيه فرغ من فرض عينه وتفرغ لفرض الكفاية أن يخرج إلى من يجاور بلده من أهل السواد ومن العرب والأكراد وغيرهم. ويعلمهم دينهم وفرائض شرعهم, ويستصحب مع نفسه زاداً يأكله ولا يأكل من أطعمتهم فإن أكثرها مغصوب [4]. وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراحل: أولها: التعريف بالتعليم، وثانيها: الوعظ، وثالثها: الزجر، ورابعها: المنع بالقهر [5].
د- نقد السلاطين الظلمة: اعتبر الغزالي السلاطين والأمراء في عصره ظلمة متعدين لحدود الله، يحرم على العلماء المخلصين الاختلاط بهم أو التعامل معهم حتى يفيئوا إلى شرع الله [6]. وقد تحدثنا عن ذلك فيما مضى.
هـ- محاربة المادية الجارفة والسلبية الدينية، وتصحيح التصور السائد عن الدنيا والآخرة: عالج الغزالي المادية والسلبية الدينية اللتين جرفتا العالم الإسلامي في زمانه بروح

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين، ص 142.
[2] إحياء علوم الدين (2/ 337).
[3] المصدر نفسه (2/ 316) هكذا ظهر جيل صلاح الدين، ص 143.
[4] إحياء علوم الدين (2/ 316).
[5] هكذا ظهر جيل صلاح الدين، ص 143.
[6] المصدر نفسه، ص 147.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست