responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 385
ووساوس، يخدعهم الشيطان بها، لاشتغالهم بالمجاهدة قبل إحكام العلم، ومن غير اقتداء بشيخ متقن في الدين والعلم، صالح للاقتداء به [1].
د- سقوط التكاليف: ويحدثنا الغزالي عن انحراف آخر لبعض الصوفية، لعله من أسوأ انحرافاتهم, ذلك أن بعضهم وقع في الإباحة، وطووا بساط الشرع ورفضوا الأحكام، وسووا بين الحلال والحرام .. وهم فئات [2]. ومن هؤلاء طائفة ظنت أن المقصود من العبادات المجاهدة حتى يصل العبد بها إلى معرفة الله تعالى، فإذا حصلت المعرفة فقد وصل وبعد الوصول يستغنى عن الوسيلة والحيلة، فتركوا السعي والعبادة، وزعموا أنه ارتفع عن محلهم في معرفة الله سبحانه عن أن يمتهنوا بالتكاليف, وإنما التكاليف على عوام الخلق [3]. وحكم الغزالي على هذه الفئات بأنها مذاهب باطلة وضلالات هائلة [4].
إن الغزالي لم يقبل التصوف بعجره وبجره، بل رفض في حزم تصوف أهل الحلول والاتحاد كالحلاج وأشباهه ولم يقبل إلا التصوف السني القائم على الكتاب والسنة, واجتهد أن يرد كل فكرة أو خلق أو سلوك أو حال، مما يقول به المتصوفة إلى أصول إسلامية وأن يستدل عليها بالقرآن والحديث والأثر [5]، وقد حاول أن يخفف من غلواء القوم في فهمهم للتوكل والزهد ونحوهما وإن أصابه شيء من رذاذهم [6]، ونقول ما قاله الذهبي: فرحم الله أبا حامد، فأين مثله في علومه, ولكن لا ندّعي عصمته من الغلط والخطأ [7].
5 - أثر الغزالي في التصوف: أثر الغزالي أثرٌ كبيرٌ في التصوف ولا زال هذا الأثر إلى يومنا الحاضر، فقد استطاع أن يصنع معالم لطريق التصوف ومقاييس له، تكشف الزيف وتظهر الخطأ, الأمر الذي يساعد على الإصلاح ويسهل طريقه. ومما يذكر له في
هذا الميدان:
أ- ضرورة العلم الشرعي: نبّه الغزالي على ضرورة العلم الشرعي لسالك طريق الآخرة، خلافاً لما كان شائعاً بين كثير من الصوفية أن العلم حجاب, وقد جعل أول كتاب من كتب «الإحياء» الأربعين كتاب العلم، وأول عقبة يجب أن يجتازها «العابد» هي العلم كما في منهاج العابدين. وأكد في مواضع لا تحصر: أن السعادة لا تنال إلا بالعلم والعمل

[1] إحياء علوم الدين (3/ 404 - 407).
[2] المصدر نفسه (3/ 405).
[3] المصدر نفسه (3/ 405).
[4] الإمام الغزالي للشامي، ص 154.
[5] الغزالي بين مادحيه وناقديه، ص 121.
[6] المصدر نفسه، ص 121.
[7] الغزالي بين مادحيه وناقديه، ص 121، 122.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 385
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست