responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 384
العمل فات الأصل [1]. ويوضح أن المشايخ الذين يقتدى بهم لا وجود لهم فيقول: وقد خلت البلاد الآن عن شيخ يقتدى به في علمه وسيرته [2]. ويبين لنا سبب هذا الفقدان للمتصوفة فيقول: .. إن القلوب كلها مريضة إلا ما شاء الله. ومرض القلب مما لا يعرفه صاحبه فلذلك يغفل عنه، وإن عرفه صعب عليه الصبر على مرارة دوائه، فإن دواءه مخالفة الشهوات، وهو نزع الروح، فإن وجد من نفسه قوة الصبر عليه، لم يجد طبيباً حاذقاً يعالجه، فإن الأطباء هم العلماء، وقد استولى عليهم المرض، فالطبيب المريض، قلما يلتفت إلى علاجه، فلهذا صار الداء عضالاً، والمرض مزمناً، واندرس هذا العلم، وأنكر طب القلوب، وأنكر مرضها [3]. وإذا كان الشيخ المربي مفقوداً والسالك غير موجود، حلَّ مكانهما المنتفعون واللصقاء، وهنا كان على الغزالي أن يبين الأخطاء ويظهر الانحرافات حتى لا يساء فهم الدين [4].
ب- فساد المتصوفة: ويعطينا الغزالي صورة عما آل إليه أمر المتصوفة من فساد فيقول: ... إن أكثر متصوفة هذه الأعصار - لما خلت بواطنهم عن لطائف الأفكار، ودقائق الأعمال، ولم يحصل لهم أنس بالله تعالى وبذكره في الخلوة، وكانوا بطالين غير محترفين ولا مشغولين - قد ألفوا البطالة، واستثقلوا العمل، واستوعروا طريق الكسب، واستلانوا جانب السؤال والكدية، واستطابوا الرباطات المبنية لهم في البلاد، واستسخروا الخدم المنتصبين للقيام بخدمة القوم، واستخفوا عقولهم وأديانهم، من حيث لم يكن قصدهم من الخدمة إلا الرياء والسمعة، وانتشار العبث، واقتناص الأموال بطريق السؤال، تعللاً بكثرة الأتباع, لم يكن لهم في الخانقاهات حكم فاقد .. فلبسوا المرقعات، واتخذوا في الخانقاهات منتزهات .. ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً ويعتقدون أن كل سواد تمرة .. فهؤلاء بغضاء الله [5].
جـ- الغرور والجهل: ويرى الغزالي أن الغرور قد هيمن على كثير من المتصوفة، وقد عد نماذج كثيرة من غرورهم ثم قال: وأنواع الغرور في طريق السلوك إلى الله تعالى لا تحصى في مجلدات، ولا تستقصى, ثم بين أن مصدر ذلك كله الجهل وعدم سلوك الطريق بشكل صحيح بحيث يكون بعد العلم، فالكثير منهم جهلة، ومع ذلك ادعوا المعرفة، بترديد كلمات هي طامات، ويظن أنه أوتي علم الأولين والآخرين، فهو ينظر إلى الفقهاء والمفسرين والمحدثين وأصناف العلماء بعين الازدراء فضلاً عن العوام [6]. وكل ذلك بناءً على أغاليط

[1] إحياء علوم الدين (2/ 250).
[2] المصدر نفسه (2/ 250).
[3] المصدر نفسه (3/ 63).
[4] الإمام الغزالي للشامي، ص 118.
[5] إحياء علوم الدين (2/ 250).
[6] الإمام الغزالي، ص 120.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست