اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 38
الدولة- قد ساندوا الشيعة الغلاة الذين كانوا يطمعون في تشيع المجتمع خلال فترة سيطرة البويهيين على مقاليد الحكم وتسلطهم على الخلافة ودون إعطاء أي اعتبار للخليفة العباسي السني الذي يحكمون باسمه [1] وقد توسع في بيان تشجيع الأمراء البويهيين لحركة التشيع وإثارة التفرقة والنعرات الضيقة الدكتور رشاد عباس معتوق فمن أراد التفصيل فليراجع كتابه القيم «الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي». ويعتبر العصر البويهي من أقبح عهود التاريخ الإسلامي وأشدها؛ فقد احتل البويهيون قسماً كبيراً من شرقي بلاد الخلافة العباسية بما فيها العراق وبغداد وكانوا شيعة غلاة ولم يلغوا الخلافة العباسية لأسباب سياسية فأدى الأمر إلى صراع مرير جداً بين السنة والشيعة وكانت بغداد خاصة مسرح هذا الصراع [2].
ط- إنشاء مراكز شيعية متخصصة في التأليف والتعليم في بغداد والنجف والكاظمية: كان لتشيع البويهيين دوره الخطير في تشجيع العلماء القائلين بوجهة نظرهم, فقد عملوا على الاهتمام بالعلوم المذهبية وتقديم الرعاية للعلماء والمتشيعين للعلويين بصفة عامة حتى يظهروا أمام أتباعهم بمظهر الحريص على المذهب المدافع عنه وهم بذلك يعبرون عن ميول شيعية متعصبة دفعتهم إلى تأسيس العديد من المراكز الشيعية في العراق والتي خدمت أغراض تعصبهم المذهبي, فقد حرصوا على تحويل المجتمع الإسلامي نحو الإيمان بمعتقدهم, وهكذا تجدهم يقربون علماء الشيعة ويرعونهم ويشجعونهم على الكتابة في الكثير من التخصصات الفلسفية والمنطقية بالإضافة إلى الرياضيات وعلم الهيئة، وشجعوهم بشكل خاص على التأليف في العلوم التي تخدم المذهب الشيعي, وهكذا ظهرت العديد من المجاميع الخاصة بهم والتي كرست لوضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن أمثلة ذلك المحدث الرافضي أبو الفضل الشيباني (ت387هـ / 997م). الذي كان يروي غرائب الأحاديث، وكان ممن يضع الأحاديث للرافضة [3]، وقد التبس أمره على الناس فكتبوا الكثير من مروياته فلما ظهر لهم كذبه مزقوا أحاديثه ([4])،
وقد شهد العصر البويهي عدداً غير قليل من محدثي الشيعة كابن الجعابي وأبي الطيب الدوري، والمعبدي وابن البقال والنوبختي والكلوذاني وغيرهم ممن عملوا على إسباغ صبغة الاعتزال والتشيع على مروياتهم, وكان ذلك بمناصرة ومعاضدة أمراء بني بويه لخدمة أهدافهم في تشييع المجتمع الإسلامي [5]، ولم يتوان أمراء بني بويه عن تشجيع عدد كبير من فقهاء التشيع والرفض في إظهار مساهماتهم [1] الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي، ص 69. [2] المصدر نفسه، ص 90. [3] تاريخ بغداد (5/ 466، 467). [4] الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي، ص 104. [5] الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي، ص 104.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 38