responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 37
فتعذروا بالانتماء لأهل البيت فأمر معز الدولة بإطلاقهم لتشيع كان فيهم، والمشهور عن بني بويه التشيع والرفض [1]، وهكذا كان لمغالاة بني بويه في التشيع نتائج سيئة الأثر حيث عمت الفوضى والانحرافات العقدية ولم تعد الفوضى مقصورة على بغداد أو مدن العراق الأخرى، بل شملت بعض أنحاء الدولة العباسية الأخرى, وفي سنة 346هـ/957م تجددت الفتنة بين السنة والشيعة في بغداد بسبب سب الصحابة وكان من نتيجة ذلك أن قتل من الفريقين خلق كثير دون أن تتحرك السلطة لمعالجة الصراع, وفي السنة التالية 347هـ /958م انتشرت ظاهرة سب وتكفير الصحابة في كثير من البلدان (2)
واشتدت الفتنة الطائفية بين الرافضة والسنة ووقعت في جمادى الأولى سنة 348هـ / 959م حرب شديدة بين أتباع مذاهب السلف من أهل بغداد والمتشيعة وقتل فيها جماعة واحترق من البلد كثير, وفي السنة التي تلت، أي سنة 349هـ/960م وبسبب الفتنة الطائفية تعطلت صلاة الجمعة في جميع مساجد بغداد [3]، وفي سنة 351هـ كتب العامة على مساجد بغداد لعن معاوية بن أبي سفيان ولعن من غصب [4] فاطمة فدكاً، ومن أخرج العباس [5] من الشورى ومن نفي أبا ذر الغفاري [6] ومن منع دفن الحسن عند جده, ولم يمنع معز الدولة ذلك [7] , وقد ثار أهل السنة من هذا التعريض المباشر بصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخصوصاً الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول وأقدموا خلال ساعات الليل على إزالة الشعارات التي رفعها الرافضة، غير أن الأمير البويهي معز الدولة أصر على ضرورة إعادة تلك الشعارات وإبقائها مرفوعة رغم ما تشكل من تحد سافر لمشاعر عموم المسلمين من أتباع مذاهب السلف وأهل السنة، وقد نصحه وزيره المهلبي بالامتناع عن ذلك مداراة للرأي العام وبأن يكتب مكان ما محى: لعن الله الظالمين لآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [8]، وصرحوا بلعن معاوية فقط [9]. وهكذا يثبت الأمير البويهي مدى ضيق أفقه وتحزبه الأعمى لأبناء مذهبه, فقد أيد الروافض وتعصبهم وموقفهم المنافي لعقيدة الإسلام التي نزلت على رسول الله من الله تعالى وبينها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين.
وقد اتسع نطاق الصراعات الطائفية ولم تعد مقصورة على بغداد بل إنها شملت البصرة وهمذان وقتل فيها خلق كثير [10]، مما قدم الدليل على أن أمراء بني بويه -وعلى رأسهم معز

[1] النجوم الزاهرة (3/ 307، 308).
(2) الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي، ص 67.
[3] الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي، ص 67.
[4] يقصدون أبا بكر وكذبوا في ذلك لأن أبا بكر نفذ حكم رسول الله في فدك.
[5] يقصدون عمر في ترشيحه لأهل الشورى حيث كانوا من العشرة المبشرين بالجنة.
[6] يقصدون عثمان, وعثمان لم ينف أبا ذر ولكن أبا ذر اختار ذلك.
[7] المنتظم (7/ 7، 8).
[8] الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي، ص 68.
[9] تاريخ الخلفاء، ص 639.
[10] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الحياة العلمية في العصر البويهي، ص 68.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست