responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 350
[4] - من أخلاقه وصفاته: حباه الله صفات عالية وأخلاقاً سامية هيأت له تلك المنزلة التي شغلها بين العلماء، وجعلته جديراً بالمكانة التي اعتلاها بين الحكماء, ومن هذه الأخلاق:
أ- التواضع: فقد ذكروا أنه كان من التواضع لكل أحد بمحل يتخيل منه الاستهزاء لمبالغته فيه، وما كان يستصغر أحداً حتى يسمع كلامه، ولا يستنكف أن يعزو الفائدة المستفادة إلى قائلها، ويقول: هذه الفائدة مما استفدته من فلان [1]. وكان يتعلم من تلاميذه بعضد الفنون التي ينبغون فيها، ولا يجد في ذلك حرجًا ولا غضاضة، وجاء في ترجمة الإمام عبد الرحيم, ابن الإمام أبي القاسم القشيري: تخرج على إمام الحرمين .. وواظب على درسه، وصحبه ليلاً ونهاراً ... وكان الإمام يعتد به ويستفرغ أكثر أيامه معه مستفيداً منه بعض مسائل الحساب في الفرائض، والدور، والوصية [2]. وكان يُعنى بأقواله في الفقه, قال السبكي عن ذلك: وأعظم ما عظم به الإمام عبد الرحيم أن إمام الحرمين نقل عنه في كتاب الوصية، وهذه مرتبة رفيعة [3].
ب- حر الرأي والضمير: كان حر الرأي والضمير لا يقلد أحداً، فمنذ شبابه رفض أن يقلد والده وأصحابه، وأخذ في التحقيق [4]. وفي هذا المجال لم يكن يحابي أحداً ولو كان أباه، أو أحد الأئمة المشهورين. قال في اعتراض عن والده: وهذه زلة من الشيخ رحمه الله [5].
جـ- قوة الذاكرة: كان يتمتع بذاكرة نادرة وحافظة لاقطة. رووا عنه أنه كان يذكر دروساً يقع كل واحد منها في عدة أوراق ولا يتلعثم في كلمة منها ولا يحتاج إلى إبدال كلمة منها مكان غيرها, بل يمر فيها مراً كالبرق الخاطف بصوت مطابق كالرعد القاصف [6].
د- صبره في طلب العلم: تميز -رحمه الله- بصبر ودأب نادرين في طلب العلم والبحث، فمع أنه قعد للتدريس مكان أبيه لم يشغله ذلك عن البحث والدرس، فكان يبكر قبل الاشتغال بدرس نفسه إلى مسجد الأستاذ أبي عبد الله الخبازي يقرأ عليه القراءات ويقتبس من كل نوع من العلوم [7]، وعن أبي الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسين: سمعت إمام الحرمين في أثناء كلام له يقول: أنا لا أنام، ولا آكل عادة، وإنما أنام إذا غلبني

[1] فقه إمام الحرمين, د. عبد العظيم الديب، ص 56.
[2] طبقات الشافعية (7/ 165) , فقه إمام الحرمين، ص 57.
[3] النهاية لإمام الحرمين (4/ 26) , نقلاً عن فقه إمام الحرمين، ص 57.
[4] فقه إمام الحرمين، ص 57.
[5] شذرات الذهب, نقلاً عن فقه إمام الحرمين، ص 57.
[6] وفيات الأعيان (2/ 341).
[7] كذب المفترى, نقلاً عن فقه إمام الحرمين، ص 58.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست