responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 349
المغمورين، وإنما قد اشتهر كثير منهم، وذاع صيته، وأصبح علماً للعلم في ميدانه، ومن هؤلاء التلامذة ([1]):
أ- الإمام الغزالي. ب - أبو نصر القشيري. ... ج- الكياهراس [2].
3 - ثناء العلماء عليه: عاش إمام الحرمين في عصر كثر فيه العلماء الأعلام من مختلف المذاهب العامة، والأقطاب الشافعية، ففي وقت قصير نسبياً، تمكَّن بواسع علمه، وعمق ثقافته، من دفع أقرانه من الشافعية والأشاعرة على حد سواء، إلى الاعتراف بعلو مكانته، وأقروا له بزعامتهم ورئاستهم، إذ «قُلِّد زعامة الأصحاب ورياسة الطائفة [3]، كذلك تولى الجويني مناصب أخرى، كان أغلب معاصريه يحرصون على توليها، ومن هذه المناصب: أمور الأوقاف، والمحراب والمنبر، ومجلس التذكير يوم الجمعة، والخطابة [4]، ومما يؤكد المكانة العالية التي تبوأها هذا الإمام، أنه عندما بُنيت نظامية نيسابور، طلب إليه تولي إدارتها، والتدريس بها، والخطابة، والمناظرة بها [5]، وكان لتولي الجويني أمر هذه النظامية دور كبير في نجاحها، وإقبال الطلبة عليها من كل حدب وصوب، ويذكر المؤرخون أن عدد الطلبة في هذه المدرسة أيام إمام الحرمين كان يصل إلى نحو من أربعمائة رجل من الأئمة والطلبة [6]. وقال عنه أبو محمد الجرجاني: إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظ لسانه [7]. وقال سعيد السَّمعاني: كان أبو المعالي، إمام الأئمة على الإطلاق, مُجمعاً على إمامته شرقاً وغرباً، لم تر العيون مثله، تفقَّه على والده، وتُوفي أبوه ولأبي المعالي عشرون سنة فدرس مكانه، وكان يتردَّدُ إلى مدرسة البيهقي، وأحكم الأصول على أبي القاسم الإسفراييني الإسكاف.
وكان ينفق من ميراثه ومن معلوم له، إلى أن ظهر التعصب بين الفريقين، واضطربت الأحوال فاضطر إلى السفر عن نيسابور، فذهب إلى المعسكر، ثم إلى بغداد وصحب الوزير أبا نصر الكندري مدة يطوف معه، ويلتقي في حضرته بكبار العلماء، ويناظرهم، فتحنَّك بهم، وتهذَّب، وشاع ذكره، ثم حَجَّ وجاور أربع سنين يدرَّس ويفتي، ويجمع طرق المذهب، إلى أن رجع إلى بلده بعد مُضيَّ نوبة التعصب، فدرّس بنظامية نيسابور، واستقام الأمر، وبقي على ذلك ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مُسلمًا له المحراب والمنبر والخطبة والتدريس، ومجلس الوعظ يوم الجمعة، وظهرت تصانيفه وحضر درسه الأكابر والجمع العظيم من الطلبة، كان يقعد بين يديه نحو من ثلاثمائة، وتفقه به أئمة [8].

[1] العقيدة النظامية، ص 87 - 89.
[2] العقيدة النظامية، ص 87 - 89.
[3] طبقات الشافعية (5/ 177).
[4] وفيات الأعيان (3/ 168).
[5] وفيات الأعيان (3/ 168).
[6] طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 199).
[7] المصدر نفسه (5/ 173).
[8] سير أعلام النبلاء (18/ 470).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست