اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 348
يلازمه ويقرأ عليه الأصول حتى تخرج بطريقته [1] , ومن شيوخه أبو عبد الله الخبازي، اختص بالقراءة حتى أصبح شيخ القراء في عصره، وكان إمام الحرمين يبكر كل يوم قبل الاشتغال بالتدريس إلى مجلس الخبازي ويقرأ عليه القرآن [2]، ومن شيوخه القاضي حسين بن محمد بن أحمد، أبو علي المروذي، كان فقيه خراسان في عصره وشيخاً للشافعية, ويقال حبر الأمة تفقه على إمام الحرمين وكان يقول فيه: إنه حبر المذهب على الحقيقة (3)
, ومن شيوخه أبو نعيم الأصفهاني الحافظ, وكان من كبار الصوفية والمحدثين الحفاظ الثقات، والفقهاء الكبار، وأتقن الحديث دراية ورواية, من تصانيفه المشهورة: حلية الأولياء، ودلائل النبوة, وتاريخ أصبهان، ومعرفة الصحابة، والمستخرج على البخاري ومسلم، أخذ عنه إمام الحرمين وحصل على الإجازة منه [4]، ومن شيوخه أبو القاسم الفوراني، اشتغل بالفقه وأصوله، وله مصنفات كثيرة في المذهب والأصول والخلاف والجدل والملل والنحل، كان الجويني يحضر درسه وهو شاب بمرو [5]، ومن شيوخه أبو الحسن المجاشعي الذي اشتهر بالنحو لذا يقال له: النحوي, صنّف العوامل والهوامل، وشرح عنوان الإعراب، والإشارة في تحسين العبارة [6]، ومن شيوخه أبو سعيد الميهني وكان من أهل التصوف, له أحوال وكرامات, نقده الذهبي وتكلم فيه ابن حزم الأندلسي ودافع عنه السبكي وقال: وكان صحيح الاعتقاد حسن الطريقة أحواله تبهر العقول [7] .. روى عنه إمام الحرمين, ويمكن أن تكون نفحة الصوفية التي لازمت إمام الحرمين بفعل أبي سعيد الميهني [8]، وغير أولئك من المشايخ.
2 - تلامذته: لا خلاف بين أصحاب التراجم، بأن الجويني قد أصبح في نيسابور محط أنظار العلماء والتلامذة، لذا رحل إليه الطلبة والمشايخ من مختلف الأرجاء، وثابروا على حضور مجالسه العلمية، وحلقات درسه، فتخرج على يديه كثير من العلماء، ومما أسهم في كثرة تلامذة إمام الحرمين؛ تسلمه عمادة أمر النظامية التي بنيت في نيسابور والتدريس بها، واستمر على هذا الحال زهاء عشرين عاماً وكان يجلس في حلقات درسه كل يوم نحو ثلاثمائة رجل من الطلبة والأئمة [9] وفي السنة التي توفي بها الجويني، كان عدد تلامذته في النظامية قريباً من أربعمائة طالب علم، وتلامذة الجويني في أغلبهم لم يكونوا من العلماء [1] العقيدة النظامية لإمام الحرمين عبد الله الجويني، ص 82. [2] المصدر نفسه، ص 83، تذكرة الحفاظ (3/ 1127).
(3) العقيدة النَّظامية، ص 83، تاريخ الإسلام حوادث 461 - 470هـ, ص 62. [4] العقيدة النظامية، ص 84, وفيات الأعيان (1/ 91). [5] العقيدة النظامية، ص 84, سير أعلام النبلاء (18/ 264). [6] العقيدة النظامية، ص 85, المنتظم (9/ 33). [7] العقيدة النظامية، ص 85, سير أعلام النبلاء (17/ 622). [8] العقيدة النظامية، ص 85, سير أعلام النبلاء (17/ 622). [9] طبقات الشافعية (1/ 255، 256).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 348