اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 169
بلقب عضد الدولة برهان أمير المؤمنين [1]، وبعد موقعة ملاذكرد سنة 463هـ التي انتصر فيها السلاجقة على الروم وأسروا الإمبراطور رومانوس ذكره الخليفة القائم بخطاب التهنئة (الولد السيد الأجل) المؤيد المنصور المظفر، السلطان الأعظم مالك العرب والعجم، سيد ملوك الأمم، ضياء الدين غياث المسلمين، ظهير الإيمان، كهف الأنام، عضد الدولة القاهرة، تاج الملة الباهرة، سلطان ديار المسلمين برهان أمير المؤمنين [2]، وعرف السلطان ملكشاه بن أرسلان بلقب السلطان معز الدنيا والدين قسيم أمير المؤمنين [3]، ثم لقب بلقب السلطان المعظم شاهنشاه ركن الإسلام معز الدنيا والدين ومولى العرب والعجم، سلطان أرض الله ركن الإسلام والمسلمين يمين أمير المؤمنين [4].
7 - إعادة تشكيل الجيش: حرمت الخلافة العباسية خلال فترة السيطرة العسكرية على مقاليد الأمور فيها من القوة العسكرية التي تدين لها بالولاء، ومنُذ مقتل المتوكل أصبح الجند المتعددي الأجناس يدينون بولائهم إلى قادتهم أكثر من ولائهم للخليفة, وهم لا يقاتلون عن دين ولا حمية ولا غيرة على سيادة الدولة، بل تتحكم في تصرفاتهم مصالحهم الشخصية من أموال وسيطرة ونفوذ، واستمر حال الخلافة على هذا الوضع بعد أن فقدت السيطرة على الجند الذين تنقلوا من قائد إلى آخر بحثاً عن الامتيازات, ولكي يتخلص الخليفة من تدخلاتهم وتجاوزاتهم وشغبهم المتواصل للمطالبة بالأموال استحدث منصب أمير الأمراء وهو القائد العام للجيش، ومن الطبيعي أن يكون لكل أمير من الأمراء جيش خاص يدين له بالولاء، ولفشل أمير الأمراء في السيطرة على الجيش، ازداد الاضطراب والفوضى فاستعان الخليفة بقوة البويهيين العسكرية، ولسيطرة البويهيين على الخلافة لم تعد الخلافة تملك جيشاً قائماً حتى بالشكل الذي عرفته سابقاً بعد أن أصبح الجيش البويهي هو جيش الخلافة وحاميها، وكذلك حذا السلاجقة حذو البويهيين بموقفهم من جيش الخلافة حيث لم يسمحوا للخليفة بتجنيد الجنود أو اتخاذ حرس خاص به وعدوا أنفسهم عسكر الخليفة [5]، ومما لاشك فيه أن افتقاد الخلافة لجيش خاص بها موالٍ لها، كان أحد الأسباب التي أدت إلى ضعفها .. وخلق حالة من الفوضى ذهبت ضحيتها الخلافة ومؤسساتها [6].
ولما كان الجيش هو أحد أركان الدولة وممثلاً لهيبتها وسيادتها على رعاياها فقد سعى المتغلبون على حرمانها من أسباب قوتها لتسهل عليهم عملية الهيمنة عليها والتحكم بأمورها، وعليه نلاحظ أن [1] الجيش وتأثيراته في سياسة الدولة الإسلامية، ص 246. [2] المنتظم (8/ 260 - 265). [3] راحة الصدور، ص 179. [4] الأنباء في تاريخ الخلفاء، ص 197. [5] الجيش وتأثيراته في سياسة الدولة الإسلامية، ص 247. [6] الجيش وتأثيراته في سياسة الدولة الإسلامية، ص 247.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 169