responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
هؤلاء شغلوك عن كثير من المصالح، فقال: هؤلاء جمال الدنيا والآخرة، ولو أجلستهم على رأسي لما استكثرت ذلك، وكان إذا دخل عليه أبو القاسم القشيري، وأبو المعالي الجويني قام لهما وأجلسهما معه في المقعد، فإن دخل أبو علي الفارندي قام وأجلسه مكانه، وجلس بين يديه, فعوتب في ذلك فقال: إنهما إذا دخلا عليّ قالا: أنت وأنت، يطرونني، ويعظمونني ويقولون فيّ ما لا فيّ، فأزداد بهما ما هو مركوز في نفس البشر، وإذا دخل عليّ أبو علي الفارندي ذكرني عيوبي وظلمي، فأنكسر، فأرجع عن كثير مما أنا فيه [1].
7 - شيء من عبادته وتواضعه ومدح الشعراء له: قال عنه ابن الأثير: وأما أخباره، فإنه كان عالماً ديناً, وجواداً عادلاً، حليماً، كثير الصفح عن المذنبين، طويل الصمت، كان مجلسه عامراً بالقراء، والفقهاء، وأئمة المسلمين، وأهل الخير والصلاح [2] كان من حفظة القرآن، ختمه وله إحدى عشرة سنة واشتغل بمذهب الشافعي، وكان لا يجلس إلا على وضوء، وما توضأ إلا تنفَّل [3]، وإذا سمع المؤذن أمسك عن كل ما هو فيه وتجنبه فإذا فرغ لا يبدأ بشيء قبل الصلاة، وكان إذا غفل المؤذن ودخل الوقت أمره بالأذان، وهذا قمة حال المنقطعين للعبادة في حفظ الأوقات، ولزوم الصلوات, وكانت له صلة بالله عظيمة، وكان يواظب على صيام الإثنين والخميس، وله الأوقاف الدّارة الصدقات الباّرة [4]. وقال ذات مرة: رأيت في المنام إبليس فقلت له: ويحك خلقك الله وأمرك بالسجود له مشافهة فأبيت، وأنا لم يأمرني بالسجود له مشافهة وأنا أسجد له في كل يوم مرات, فأنشد يقول:
من لم يكن للوصال أهلاً ... فكل إحسانه ذنوب
وقد أجلسه المقتدي مرة بين يديه وقال له: يا حسن رضي الله عنك رضا أمير المؤمنين عنك [5].
وكان يتمنى أن يكون له مسجد يعبد الله فيه مكفول الرزق, قال في هذا المعنى: كنت أتمنى أن يكون لي قرية خالصة، ومسجد أتفرد لعبادة ربي، ثم تمنيت بعد ذلك أن يكون لي رغيف كل يوم، ومسجد أعبد الله فيه [6]، ومن تواضعه أنه كان ليلة يأكل الطعام، وبجانبه أخوه أبو القاسم، وبالجانب الآخر عميد خُراسان، وإلى جانب العميد إنسان فقير، مقطوع اليد، فنظر نظام الملك فرأى العميد يتجنب الأكل مع المقطوع فأمره بالانتقال إلى الجانب الآخر، وقرب المقطوع إليه

[1] البداية والنهاية (16/ 129).
[2] الكامل في التاريخ (6/ 337).
[3] سير أعلام النبلاء (19/ 96).
[4] البداية والنهاية (16/ 126).
[5] المصدر نفسه (16/ 127).
[6] الكامل في التاريخ (6/ 338) , الدولة العثمانية للصَّلاَّبي، ص 3.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست