اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 129
فأكل معه. وكانت عادته أن يحضر الفقراء طعامه ويقربهم إليه ويدنيهم [1]، ومن شعره:
بعد الثمانين ليس قوة ... قد ذهبت شهوة الصبوة
كأنني والعصا بكفي ... موسى ولكن بلا نُبُوَّة (2)
وينسب إليه أيضاً:
تقوس بعد طول العُمر ظهري ... وداستني الليالي أيَّ دوس
فأمشي والعصا تمشي أمامي ... كأن قوامها وتر بقوس
وكان يتأثر بسماع الشعر, فعندما دخل عليه أبو علي القومَسَاني في مرضة مرضها يعوده فأنشد يقول:
إذا مرضنا نَوينا كل صالحة ... فإن شفينا فمنا الزيغ والزّللُ
نرجو الإله إذا خفنا, ونسخطه ... إذا أمنا فما يزكو لنا عمل
فبكى نظام الملك وقال: هو كما يقول [3].
وقد مدحه الشعراء ومما قالوا فيه:
إذا زاره العافي تهلل وجهه ... وبشَّره منه التبسُّمُ والبشر (4)
وقالوا فيه:
ما خلق الله تعالى وجلّ ... مثل وزير الوزراء الأجلّ
أروع كالنَّصل ولكنَّه ... أمضى من النصل إذا ما يسل (5)
8 - وفاته 485هـ: في عام 485هـ يوم الخميس في العاشر من شهر رمضان وحان وقت الإفطار، صلّى نظام الملك المغرب، وجلس على السماط، وعنده خلق كثير من الفقهاء والقراء والصوفية، وأصحاب الحوائج فجعل يذكر شرف المكان الذي نزلوه من أراضي نهاوند، وأخبار الوقعة التي كانت بين الفرس والمسلمين، في زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ومن استشهد هناك من الأعيان، ويقول: طوبى لمن لحق بهم، فلما فرغ من إفطاره، خرج من مكان قاصداً مضرب حرمه فبدر إليه حدث ديلمي، كأنه مُستميح أو مستغيث، فعلق به وضربه، وحمل إلى مضرب الحرم، فيقال: إنه أول مقتول قتلته الإسماعيلية [1] الكامل (6/ 338).
(2) طبقات الشافعية (4/ 328). [3] حول الأدب في العصر السلجوقي، ص 128.
(4) حول الأدب في العصر السلجوقي، ص 128.
(5) حول الأدب في العصر السلجوقي، ص 128.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 129