responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 127
[5] - عناية نظام الملك بالمنشآت المدنية: كان للوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي اهتمام كبير بالمنشآت المدنية، خاصة دور العبادة، فبنى كثيراً من المساجد في مختلف البلاد الخاضعة للسلاجقة [1]، كما اهتم بعمارة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة النبوية، وأقام العديد من الرباطات بالعراق وفارس للعباد والزهاد وأهل الصلاح والفقراء، ورتب لهم ما يحتاجون إليه من غذاء وكساء [2]، وبنى الوزير نظام الملك مارستانًا بمدينة نيسابور [3].
6 - أثره في النهوض بالحركة العلمية والأدبية: بذل الوزير نظام الملك جهداً واضحاً للنهوض بالحركة العلمية والأدبية وكان محباً لأهل العلم، كثير الإحسان إليهم، حتى إنه رتب للعلماء رواتب ثابتة تصرف لهم بانتظام [4]، وكان يقوم بصرف مرتبات ثابتة لاثنى عشر ألف رجل من رجال العلم في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية, وكان مجلس الوزير نظام الملك يضم فحول العلماء في شتى فنون المعرفة، وقام بإنشاء المكتبات وزودها بالكتب، فكانت سوق العلم في أيامه -كما يقول ابن الجوزي- قائمة والعلماء في عهده مرفوعي الهامة [5]، وقام بتأسيس المدارس النظامية، وقد انتشرت في كل من بغداد والبصرة والموصل وأصفهان وآمل وطبرستان ومرو ونيسابور وهراة وبلخ [6]، وقام نظام الملك بإنشاء هذه المدارس في عهد السلطان السلجوقي ألب أرسلان [7] وسيأتي الحديث عنها في مبحث مستقل بإذن الله تعالى. كان النظام رحمه الله يحب العلم وخصوصاً الحديث، شغوفاً به وكان يقول: إني أعلم بأني لست أهلاً للرواية ولكني أحب أن أربط في قطار [8] نقلة حديث رسول الله [9]، فسمع من القشيري، وأبي مسلم بن مهر بن يزيد، وأبي حامد الأزهري [10]، وكان حريصاً على أن تؤدي المدارس التي بناها رسالتها المنوطة بها, فعندما أرسل إليه أبو الحسن محمد بن علي الواسطي الفقيه الشافعي أبياتاً من الشعر يستحثه على المسارعة للقضاء على الفتن التي حدثت بين الحنابلة والأشاعرة فقام نظام الملك وقضى على الفتنة [11].
وكان مجلسه عامراً بالفقهاء والعلماء حيث يقضي معهم جُلّ نهاره فقيل له: إن

[1] دول الإسلام (1/ 269) , نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 197.
[2] طبقات الشافعية (4/ 312) , نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 197.
[3] طبقات الشافعية (4/ 312) , نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 197.
[4] آل سلجوق، للبنداري, ص 56.
[5] نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 190.
[6] المدارس النظامية في بغداد، مجلة سومر ج2، المجلد التاسع، ص 317.
[7] نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 190.
[8] قطار: قافلة.
[9] البداية والنهاية (12/ 150).
[10] سير أعلام النبلاء (19/ 95).
[11] الكامل في التاريخ (6/ 276) , الدولة العثمانية للصَّلاَّبي، ص 35.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست