responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 123
أبو شامة عن آثار السلاجقة لا سيما في زمن نظام الملك: فلما ملك السلجوقية جددوا من هيبة الخلافة ما كان قد درس لاسيما في وزارة نظام الملك، فإنه أعاد الناموس والهيبة إلى أحسن حالاتها [1].
1 - ضبطه لأمور الدولة: لما تولى ملكشاه أمور الدولة انفلت أمر العسكر وبسطوا أيديهم في أموال الناس وقالوا: ما يمنع السلطان أن يعطينا الأموال إلا نظام الملك، وتعرض الناس لأذى شديد، فذكر ذلك نظام الملك للسلطان، وبين له ما في هذا الفعل من الضعف، وسقوط الهيبة والوهن ودمار البلاد، وذهاب السياسة، فقال له: افعل في هذا ما تراه مصلحة، فقال له نظام الملك: ما يمكنني أن أفعل إلا بأمرك، فقال السلطان: قد رددت الأمور كلها كبيرها وصغيرها إليك، فأنت الوالد، وحلف له، وأقطعه إقطاعاً زائداً على ما كان، وخلع عليه، ولقبه ألقاباً من جملتها: أتابك، ومعناه الأمير الوالد، فظهر من كفايته وشجاعته وحسن سيرته ما أثلج صدور الناس، فمن ذلك أن امرأة ضعيفة استغاثت به، فتوقف يكلمها وتكلمه، فدفعها بعض حجّابه، فأنكر ذلك عليه، وقال: إنما استخدمتك لأمثال هذه، فإن الأمراء والأعيان لا حاجة لهم إليك. ثم صرفه عن حجابته [2].
2 - التصور النظري للدولة عند نظام الملك: كان النظام مؤمناً بالإسلام مقدساً لتعاليمه كما كان شغوفاً بعلومه محترماً لأعلامه حتى صار دينه ودولته على السواء، وأن كلاّ منهما يكمل الآخر كما تستكمل الأرض بالسماء .. ولفرط تثمين النظام للدين وشدة دفاعه عن الدولة يحار فإنه يرى الدولة وسيلة من وسائل نشر الإسلام وإذاعته بين الناس وقد ظهر علماء كرام في عهد النظام، بينوا ارتباط الدين بالدولة، بحيث صار وسيلة لها وغاية في آن واحد، فالإمام الغزالي والماوردي يقولان: إنه ليس دين زال سلطانه إلا بدلت أحكامه وطمست أعلامه وكان لكل زعيم فيه بدعة، كما أن السلطان إن لم يكن على دين تجتمع به القلوب حتى يرى أهل الطاعة فيه فرضاً والتناصر له حتماً [3]. وقيل: الدين أس والسلطان حارس، وما لا أس له فمهزوم وما لا حارس له فضائع [4].
وشاعت هذه المقولة أيضاً في شرق العالم الإسلامي وأخذ يرددها الطرطوشي وابن خلدون [5] وغيرهم في غربه [6] ... وبذلك الدافع من إيمانه القوي في الدين واعتقاده الراسخ

[1] الروضتين في أخبار الدولتين, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه؟.
[2] الكامل في التاريخ, نقلاً عن: الدولة العثمانية للصَّلابي.
[3] أدب الدين والدنيا، ص 115، نظام الملك، ص 412.
[4] الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي، ص 135.
[5] المقدمة، ص 115، نظام الملك، ص 413.
[6] نظام الملك، ص 413.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست