responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
في إصلاحه للحياة الفانية، وبذلك اليقين من أعماق نفسه بضرورة الدولة العادلة لرعاية الناس وإسعادهم كتب رسالته في السياسة ووضع فيها الأسس العامة للدولة الجديدة التي كان ولم يزل يدأب من أجلها ويضع الخطط اللازمة لتكوينها [1]، وما كان النظام خيالياً حالماً وهو يخطط لمعالم دولته المنشودة، كمن يرسم صورة زيتية على ورقة بيضاء استجابة لداعي الفن أو كمن سبقه من أصحاب الجمهوريات والمدن الفاضلة وإنما كان أقرب إلى الواقع منه إلى الخيال [2]، وقد انطلقت رؤيته للدولة من أصول المذهب السني والتي نظّر لها علماء عصره -كالغزالي والجويني- وهؤلاء دعمهم النظام دعماً معنوياً ومادياً يأتي بيانه في محله بإذن الله تعالى، وقد كان سلاطين السلاجقة الأوائل يدينون بالإسلام وكانوا في أشد الحاجة لفهمه ولذلك فقد حاول وزيرهم الكبير نظام الملك أن يوجه عنايتهم إلى العلم، وحرمتهم للعلماء [3] فقد تكلم في الكتاب عن السلطان وعن واجباته واختصاصه، وعن خزينة الدولة والمراسيم السلطانية، والحاشية السلطانية، والمائدة السلطانية، والاستقبالات السلطانية، والحرس السلطاني، وناظر الخاصة، والوزير والوزارة، والموظفين في الدولة، والسفراء بين الدول، والقضاة والقضاء، والمحتسبين للمراقبة، والولاة وأمراء الإقطاع، والغلمان والتجنيد، والجيش وإعداده، والألقاب وتحديدها [4].
3 - اهتمام نظام الملك بالتنظيمات الإدارية: اهتم نظام الملك بالتنظيمات الإدارية فكان اليد الموجهة لأداء الدولة في عهد السلطان ألب أرسلان، واتسعت سلطاته في عهد السلطان ملكشاه [5]، فأشرف بنفسه على رسم سياسة الدولة الداخلية والخارجية بشكل كبير، مستفيداً من فهمه ومعرفته لنظم الإدارة، وقد تضمن كتاب «سياست نامه» الذي ألفه هذا الوزير في الآراء والنظريات الإدارية التي تعتبر أساساً لنظام الحكم وإدارة الدول والممالك [6]، وتظهر من خلال كتاب «سياست نامه» أهم الطرق الإدارية التي اتبعها الوزير نظام الملك في إدارته للدولة السلجوقية، ويأتي في مقدمتها وقوفه بشدة ضد تدخل أصدقاء السلطان المقربين في شئون الدولة، حتى لا يتسبب ذلك في اضطراب إدارتها [7]. كذلك كان يهتم بشكل خاص بالبريد الذي كان رجاله يوافون الحكومة بكل أخبار البلاد الخاضعة لها [8]. هذا فضلاً عن حرصه الشديد على إرسال المخبرين إلى جميع الأطراف في هيئة التجار والسياح والمتصوفة والدراويش

[1] نظام الملك، ص 413.
[2] نظام الملك، ص 413.
[3] المصدر نفسه، ص 415.
[4] المصدر نفسه، ص 409 - 451.
[5] نظام الوزارة في الدولة العباسية، د محمد الزهراني 172.
[6] نظام الوزارة في الدولة العباسية، د محمد الزهراني 172.
[7] نظام الملك: سياست نامه، ص 234.
[8] المصدر نفسه، ص 102.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست