responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 122
فافتصد فما قام منها حتى مات قبل العشرة أيام ولله الحمد والمنة [1].
وبموت السلطان ملكشاه انقضى العصر الذهبي للسلطة السلجوقية وبدأ عهد الانقسامات السياسية والحروب بين ورثة العرش السلجوقي مما أدى إلى تشتيت صفوفهم وإضعاف سلطتهم, ولكن رغم هذا الضعف فقد حرص سلاطين السلاجقة على الاستئثار بالسلطة دون الخلفاء وكانوا ينتهزون كل فرصة للتعبير عن هذه الرغبة [2]، وقبل الحديث عن عهد تدهور الدولة السلجوقية لا بد من الإشارة إلى شيء من سيرة نظام الملك رحمه الله.

رابعاً: نظام الملك:
قال عنه الذهبي: الوزير الكبير، نظام الملك، قوام الدين، أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، عاقل، سائس، خبير سعيد متدين، محتشم، عامر المجلس بالقراء والفقهاء، أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد وأخرى بنيسابور، وأخرى بطوس، ورغب في العلم وأدر على الطلبة الصلات، وأملى الحديث، وبعد صيته [3] تنقلت به الأحوال إلى أن وزر للسلطان ألب أرسلان، ثم لابنه ملكشاه، فدبر ممالكه على أتم ما ينبغي، وخفف المظالم، ورفق بالرعايا، وبنى الوقوف، وهاجرت الكبار إلى جانبه [4]، وأشار إلى ملكشاه بتعيين القواد والأمراء الذين فيهم خلق ودين وشجاعة, وظهرت آثار تلك السياسة فيما بعد، ومن هؤلاء القواد الذين وقع عليهم الاختيار آق سنقر جد نور الدين محمود، الذي ولي على حلب وديار بكر، والجزيرة، قال عنه ابن كثير: من أحسن الملوك سيرة وأجودهم سريرة [5]، وقام ولده عماد الدين زنكي ببداية الجهاد ضد الصليبيين، ثم قام من بعده نور الدين محمود، هذه الأسرة هي التي وضعت الأساس لانتصارات صلاح الدين والظاهر بيبرس وقلاوون ضد الصليبيين، وافتتحت عهد التوحيد والوحدة في العالم الإسلامي [6]، وكذلك كان آق سنقر البرسقي من قواد السلطان محمود السلجوقي، وكان أميراً للموصل، واشتغل بجهاد الصليبيين، وفي سنة 520هـ قتله الباطنيون وهو يصلي في الجامع الكبير في الموصل, قال عنه ابن الأثير: وكان مملوكاً تركياً خيراً، يحب أهل العلم والصالحين ويرى العدل ويفعله، وكان خير الولاء، يحافظ على الصلوات في أوقاتها، ويصلي من الليل متهجداً [7].ويحدثنا المؤرخ

[1] البداية والنهاية (16/ 122،123).
[2] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الحضارة الإسلامية في بغداد في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري،
ص 40.
[3] سير أعلام النبلاء (19/ 94).
[4] المصدر نفسه (19/ 95).
[5] البداية والنهاية (12/ 157).
[6] أيعيد التاريخ نفسه؟، ص 68.
[7] الكامل في التاريخ, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه؟ ص 68.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست