اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 25
إن كتاب الجفر لاتصح نسبته إلى جعفر الصادق رحمه الله، والذين نسبوه إليه من أجهل الناس بمعرفة المنقولات والأحاديث والآثار، والتمييز بين صحيحها وضعيفها، وعمدتهم في المنقولات التواريخ المنقطعة الإسناد، وكثير منها من وضع من عرف بالكذب والاختلاف، كأبي مخنف لوط، وهشام بن محمد السائب، وأمثالهما، وغير خاف على طلبة العلم أن مالا يعلم إلا من طريق النقل لايمكن الحكم بثبوته الا بالرواية الصحيحة السند، فإذا لم توجد، فلا يسوغ لنا شرعاً وعقلاً أن نقول بثبوته [1].
إن ابن تومرت لم يكن أول من قام بعملية الاستدلال بالحروف، ويظهر للباحث أنه أخذها من بعض الفرق الباطنية خلال اقامته بالمشرق، فقد كانت الباطنية تهتم اهتماماً كبيراً في هذه الأمور [2].
لقد تقاربت افكار عبد المؤمن مع شيخه وخصوصاً مايتعلق بالخروج على السلطان ونضجت أفكاره بعد أن لازم ابن تومرت، وأخذا يعملان سوياً من أجل تقويض دولة المرابطين [3].
ومن الذين انضموا إلى ابن تومرت ولعبوا دوراً هاماً في دعوته عبد الله الونشريشي الذي كان على درجة كبيرة من الثقافة. وقد اتفق معه ابن تومرت على أن يتستر على ماهو عليه من العلم والفصاحة عن الناس، ويظهر العجز والغباء والتعري من الفضائل مما يشتهر به عند الناس على أن يداوم على أخذ العلم في السر ثم يفصح عن ذلك دفعة واحدة عندما يطلب منه بن تومرت ذلك [1] انظر: مجلة المنار (4/ 60) لمحمد رشيد رضا [2] انظر: دولة المرابطين ص (101). [3] انظر: دولة المرابطين للمؤلف سلامه محمد ص (102)
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 25