اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 26
فيكون بمثابة المعجزة فيصدقه الناس ويزداد إيمانهم بدعوته، فقام الونشريشي بذلك واتقن الخداع والمكر والحيل والكذب والدجل على الناس [1].
واستمر بن تومرت في تنقله الى المدن ووصل الى فاس، واستمر في إلقاء دروسه فيها حتى عام 514هـ وكان خلال هذه المدة ملتزماً ببرنامجه الذي وضعه لنفسه والذي كان من ضمن اهدافه العمل على تقريب أشخاص من ذوي القوة الجسمانية قليلي التجربة، اضافة لاستمراره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما أفضى الى طرده من فاس، فتوجه الى مراكش [2] مقر حكم المرابطين. وخلال رحلته اليها كان ينبه عبد المؤمن بن علي للمواقع ذات الأهمية الاستراتيجية [3] ويدل ذلك على انه كان يخطط لحرب طويلة الأمد ضد المرابطين.
ودخل ابن تومرت مدينة مراكش في عام 514هـ في زي الزهاد وعلى عادته خرج مع تلاميذه إلى أسواق مراكش يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر دون إذن أمير المسلمين أو إذن أحد قضاته أو وزرائه، لأنه شاهد من مراكش من المفاسد مالم يره في مدينة ثانية [4] وصدف أن رأى أخت أمير المسلمين حاسرة قناعها فوبخها فشكته إلى أخيه ثم توجه بن تومرت إلى مسجد علي بن يوسف في صلاة الجمعة فوجد أمير المسلمين جالساً وحوله الوزراء وقوفاً فاستنكر عليهم ذلك وعاب عليهم لبس النقاب، وخاطب علياً قائلاً "الخلافة لله [1] انظر: ابن خلكان (5/ 48) [2] انظر: البيذق أخبار المهدي بن تومرت ص (21 - 26) [3] انظر: دولة المرابطين للمؤلف سلامة محمد ص (103) [4] تاريخ الإسلام السياسي حسن إبراهيم حسن ص (4/ 282)
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 26