اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 24
وصفات النبوغ وملامح الفطنة وأخبر بن تومرت تلميذه بحقيقة ماينوي القيام به [1] فبايعه على مؤازرته في الشدة والرخاء والأمن والخوف والعسر واليسر والمنشط والمكروه.
لقد نسجت حول لقاء الرجلين رواية يغلب عليها طابع الخيال والدعاية من أجل ترسيخ مكانتهما في نفوس الاتباع، فالرواية تقول أن الدلائل والإشارات كانت تبشر بقرب ظهور عبد المؤمن الذي على يديه يتحقق النصر، وان صفاته موجودة في كتاب يمتلكه ابن تومرت يسمى الجفر وأنه رأى فيه أنه لايتم هذا الأمر إلا على يد رجل هجاء اسمه (ع بدم وم ن) ويجاوز وقته المائة الخامسة وتستمر الرواية في سرد قصة اللقاء الأسطورية بينهما وكيف استطاع ابن تومرت أن يتعرف على عبد المؤمن ويبشر به قبل قدومه.
وكتاب الجغر هذا: يقصد به جلد المعز الذي كتب فيه، وهذا الكتاب يزعم الإمامية أن جعفر الصادق رحمه الله كتب لهم فيه كل مايحتاجون إليه، وكل ما سيقع ويكون إلى يوم القيامة، وكان مكتوباً عنده في جلد ماعز، فكتبه عنه هارون بن سعيد العجلي رأس الزيدية، وسماه الجَفْر باسم الجلد الذي كتب فيه، وهذا زعم باطل، فإن جعفراً الصادق كجده أمير المؤمنين لايعلم الغيب قال تعالى: {قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومايشعرون ايان يبعثون} (سورة النمل، آية:65).
وقال تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو ويعلم مافي البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات الأرض ولارطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (سورة الانعام، آية: 59). [1] انظر: المغرب الكبير (2/ 774،775).
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 24