responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 222
إن الآية الكريمة تبين إن عذاب الله ليس مقتصر على من تقدم من الأمم الظالمة، بل إن سنته تعالى في أخذ كل الظالمين سنة واحدة فلا ينبغي أن يظن أحد أن هذا الهلاك قاصر بأولئك الظلمة السابقين، لأن الله تعالى لما حكى أحوالهم قال: {كذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهي ظالمة}. فبين الله تعالى أن كل من شارك أولئك المتقدمين في أفعالهم التي أدت إلى هلاكهم فلا بد ان يشاركهم في ذلك الأخذ الأليم الشديد. فالآية تحذر من وخامة الظلم.
إن الدولة الكافرة قد تكون عادلة بمعنى أن حكامها لا يظلمون الناس والناس انفسهم لا يتظالمون فيما بينهم، فهذه الدولة مع كفرها تبقى، إذ ليس من سنته تعالى إهلاك الدولة بكفرها فقط، ولكن إذا انضم إلى كفرها ظلم حكامها للرعية وتظالم الناس فيما بينهم [1]. قال تعالى: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون} "سورة هود، الآية 117"
قال الإمام الرازي في تفسيره: (إن المراد من الظلم في هذه الآية الشرك. والمعنى أن الله تعالى لا يهلك أهل القرى بمجرد كونهم مشركين، إذا كانوا مصلحين في المعاملات فيما بينهم يعامل بعضهم بعضا على الصلاح، وعدم الفساد) [2].
وفي تفسير القرطبي قوله تعالى: {بظلم} أي بشرك وكفر {وأهلها مصلحون} أي فيم بينهم في تعاطي الحقوق. ومعنى الآية: إن الله تعالى لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد كما أهلك قوم شعيب ببخس المكيال والميزان وقوم لوط باللواط [3].

[1] انظر: السنن الالهية في الأمم والافراد ص122.
[2] تفسير الرازي (18/ 76).
[3] تفسير القرطبي (9/ 114).
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست