اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 221
إن الظلم في الدولة كالمرض في الإنسان يعجل في موته بعد أن يقضي المدة المقدرة له وهو مريض، وبانتهاء هذه المدة يحين أجل موته، فكذلك الظلم في الأمة والدولة يعجل في هلاكها بما يحدثه فيها من آثار مدمرة تؤدي إلى هلاكها واضمحلالهما خلال مدة معينة يعلمها الله هي الأجل المقدر لها، أي الذي قدره الله لهما بموجب سنته العامة التي وضعها لآجال الأمم بناء على ما يكون فيها من عوامل البقاء كالعدل، او من عوامل الهلاك كالظلم التي يظهر أثرها وهو هلاكها بعد مضي مدة محددة يعلمها الله [1]. قال تعالى: {ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} (سورة الأعراف، الآية 34). قال الآلوسي في تفسيره لهذه الآية: (ولكل امة أجل)، أي ولو أمة من الأمم الهالكة أجل أي وقت معين مضروب لاستئصالهم [2]. ولكن هلاك الامم وإن كان شيئا مؤكدا ولكن وقت حلوله مجهول لنا، أي أننا نعلم يقينا أن الأمة الظالمة تهلك حتما بسبب ظلمها حسب سنة الله تعالى في الظلم والظالمين، ولكننا لا نعرف وقت هلاكها بالضبط، فلا يمكن لأحد أن يحدد بالايام ولا بالسنين، وهو محدد عند الله تعالى [3].
إن سنة الله مطردة في هلاك الامم الظالمة، قال تعالى: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد. وماظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن اخذه أليم شديد} (سورة هود، الآيات 100 - 102). [1] انظر: السنن الالهية، د. عبد الكريم زيدان ص121. [2] انظر: تفسير الآلوسي (8/ 112). [3] انظر: السنن الالهية في الأمم ص121.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 221