responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 223
قال ابن تيمية في هلاك الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة: (وأمور الناس إنما تستقيم مع العدل الذي يكون فيه الاشتراك في بعض انواع الاثم اكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم، ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والاسلام. وذلك أن العدل نظام كل شيء فإذا اقيم أمر الدنيا بالعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها من خلاق
- أي في الآخرة - وإن لم تقم بالعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزي به في الآخرة" [1].
إن دولة الموحدين قامت على اساس دموي في إرساء دعائمها ولذلك اسرف ابن تومرت في سفك الدماء وهتك الاعراض ومصادرة الاموال وسار خليفته عبد المؤمن على منواله وكذلك كثير من زعماء الموحدين، فجرت فيهم سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير ولا تجامل، فانتقم من الظالمين وجعل بأسهم فيما بينهم حتى أفضى أمر الدولة إلى الزوال.
2 - من أسباب سقوط دولةالموحدين، ثورة بن غانية وهم من بقايا المرابطين: حيث قامت هذه الثورة على أسس فكرية وعقدية ناهضت الاصول العقدية والأسس الفكرية التي قامت عليها دولة الموحدين والتزمت بأصول منهج أهل السنة والجماعة وأعلنت انتمائها وولائها للخلافة العباسية السنية، ورفعت شعاراتها وحاربت بكل ما تملك نفوذ الموحدين وظلمهم الوخيم واستمرت لمدة خمسة عقود متتالية كانت تلك الحروب الطاحنة من الأسباب المباشرة في ضعف دولة الموحدين ومن ثم سقوطها.

[1] انظر: من رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لشيخ الاسلام ابن تيمية، تحقيق صلاح المنجد ص40.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست