اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 216
وطلب امدادات من البابا ومن ملوك أوربا وجعل الحرب مقدسة من اجل العقيدة.
6 - الثورات التي حدثت في المغرب مع بني غانية جعلت الموحدين ينفقون فيها نفائس أموالهم ويقدمون خيرة رجالهم [1].
لقد فقد المسلمون ثلث قواتهم في هذه المعركة وقام النصارى بقتل كل الأسرى الذين وقعوا بين أيديهم وباشر ألفونسو احتلال حصون المسلمين والمدن: فرال، تولوزا، بياسة، بلقيس، بانيوس، وأبدة التي أعملوا السيف في رقاب أهلها وحطموا كثيرا من مبانيها، بنيما كان الرهبان والقساوسة يرتِّلون الصلوات فرحا بنكاية المسلمين، ولولا الامراض التي فتكت بجيوش النصارى لتابعوا بطشهم بالمسلمين، فاضطروا إلى الرجوع إلى طليطلة حاملين مئات الأسرى من النساء والصبية، ولكن بعد ارتكابهم المجزرة الرهيبة [2].
لقد كانت المجزرة اللا إنسانية في مدينة بياسة. يقول أشباخ في تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين [3]: "ولم يكن في بياسة سوى المرضى والضعاف، والظاهر أنها كانت بمثابة المستشفى للجيش، وكان هؤلاء التعساء قد احتشدوا في مسجد المدينة الكبير ينتظرون مصيرهم جزعين، فشاءة قسوة النصارى أن يجهزوا عليهم جميعا بالسيف، ما عدا قلائل منهم أخذوا أسرى، بل ذهب النصارى الذين اعمتهم نشوى الظفر في قسوتهم وبطشهم إلى أسفل درك، حينما هاجموا مدينة أبدة التي اعتصم بأسوارها [1] انظر: العقاب ص51. [2] انظر: العقاب ص52. [3] انظر: تاريخ الاندلس ليوسف أشباخ (2/ 123).
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 216