اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 215
ثالثاً: أسباب الهزيمة في العقاب:
1 - الإعجاب بالكثرة، وكأن غزوة حنين تتكرا بعد حوالي ستة قرون في هضاب الأندلس. إن الثقة بآلاف الجند، وبمقدرة القادة، أفقد القائد وأفقد الجند اعتمادهم على الله سبحانه، وهذا يفسر لنا عبارة الناصر لدين الله التي قالها قبيل انسحابه، ألا وهي: "صدق الرحمن وكذب الشيطان" [1].
2 - لم يكن التكتيك الحربي على مستواه المطلوب ولم تكن المجالس الاستشارية ذات قيمة بالنسبة للناصر لدين الله ولذلك رفض نصيحة أصحاب الخبرة برفع الحصار على سلبطره وأخذ براي الوزير أبي سعيد بن جامع الذي أصر على ملازمة الحصار واستمر لمدة ثمانية اشهر، وتعرض الجيش الموحدي لأقسى عوامل الطبيعة ونقص التموين والمؤن بسبب الأخذ بالرأي الفردي وترك الرأي الجماعي.
3 - ضعف شخصية الناصر لدين الله الذي أصبح ألعوبة وخاتما في يد الوزير أبي سعيد بن جامع.
4 - سبب مقتل أبي الحجاج يوسف بن قادس أمير قلعة رباح استياء في الجيش كله ولاسيما بين جند الأندلس لعلمهم أن ابن قادس قد بذل كل المستطاع، وان قتله لم يقع إلا بتحريض الوزير الذميم، كل هذا مهد للفرار وانسحب الاندلسيون من المعركة وركنوا إلى ترك القتال بعد معارك قصيرة وكان هذا الانفصال الغير متوقع من أسباب وعوامل الهزيمة النكراء.
5 - إصرار ملك قشتالة على الانتقام من هزيمة الأرك وأخذ بكافة الأسباب التي تعين على تحقيق النصر الحاسم، فعمل على توحيد الجبهة الداخلية [1] انظر: العقاب ص50.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 215