responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 178
أعلامها الخضراء، وهو لون الموحدين، إلى المقدمة، لتفتتح القتال، وهم جميعا يضطرمون شوقا إلى الفوز بالشهادة في سبيل الله تعالى [1]. وحين كمل الحشد قال القائد العام للجند إن المنصور أمير المؤمنين يقول لكم: "اغفروا له - فإن هذا موضع الغفران - وتغافروا فيما بينكم، وطيبوا نفوسكم وأخلصوا لله نياتكم" [2].
فبكى الناس وأعظموا ما سمعوه من أميرهم المؤمن المخلص، وما جرى من حسن معاملتهم وعدله بينهم [3].
وقام وخطب وحرض على الجهاد وبين فضله ومكانته وقدره، وأخذ الناس مواقعهم وقد تنورت بصائرهم، وخلصت لله ضمائرهم وسرائرهم، وقويت أنفسهم وعزائمهم، وتضاعفت نجدتهم وإقدامهم [4].
ونظم ملك قشتالة في تلك الأثناء جنده المتوثبة إلى القتال، وكانت قلعة الأرَك تحمي موقعه من جانب، وتحميه من الجانب الآخر بعض التلال، ولا يمكن الوصول إليه إلا بواسطة طرق ضيّقة وعرة، وكان الجيش القشتالي يحتل موقعا عاليا، وكانت هذه ميزة له في بدء القتال [5].
ولما تقدمت صفوف المسلمين المهاجمة إلى سفح التل الذي يحتله ملك قشتالة، واندفعت إليه بحاول اقتحامه على اثر كلمات قائدها الملتهبة، انقض زهاء سبعة او ثمانية الآف من الفرسان القشتاليين المثقلين بالدروع على

[1] انظر: معركة الأرك ص58.
[2] صلاح الأمة في علو الهمة، د. سيد العضاني (6/ 240).
[3] المصدر السابق نفسه.
[4] انظر: تاريخ الأندلس لعبد الرحمن الحجي ص486.
[5] انظر: معركة الأرك ص59.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست