اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 177
وهي تقضي بتجنب الإشتباك في المواقع والإمتناع في القلاع، حتى ترغم قوى المسلمين الجرارة على الإنسحاب، إما لنفاد المؤن، أو لتفشي الأمراض، أو لحلول الشتاء، ولكن ألفونسو رأى - وهو سيد جيش ضخم حسن الأهبة - أنه من العار أن ينسحب أمام العدو، خصوصا وقد كان يؤمل أن يستطيع بقيادته أن يحرز نصرا باهرا على جيش الموحدين [1].
وفي 9 شعبان 591هـ/8 تموز (يولية) 1195 كانت موقعة الأرك الفاصلة الحاسمة. وفي صباح هذا اليوم، أذاع أبو يوسف يعقوب المنصور بين سائر الجند، لكي يذكي حماستهم للقتال، خبر حلم رآه في الليلة السابقة، مفاده أنه رأى في نومه فارسا بهي الطلعة، على فرس أبيض يخرج من باب فتح في السماء، وبيده راية خضراء، وقد انتشرت في الآفاق، يقوله له: إنه من ملائكة السماء السابعة، وإنه جاء يبشره بالنصر بحول الله.
ونظم أبو يوسف يعقوب المنصور جيشه، الذي قدرته الروايات الأوربية الكنسية بستمائة ألف مقاتل وهذا بالطبع مبالغ فيه، فقد كان في الأغلب يساوي عدد جيش النصارى [2]، فاحتل الموحدون - أو القوات النظامية - القلب، واحتل الجناح الأيسر الجند العرب أو احفاد فاتحي المغرب المسلمين، ومعهم زناته وبعض القبائل الأخرى تحت ألويتهم الخاصة، واحتل الجناح الأيمن قوى الأندلس بقيادة عبد الله بن صناديد. وتولى أبو يوسف المنصور قيادة القوة الاحتياطية مكونة من صفوة الجند والحرس الملكي، ورفعت صفوف المتطوعين ومعظمها مكون من الجنود الخفيفة، ولا سيما حملة النبال، تحت [1] انظر: معركة الأرك ص57. [2] المصدر السابق ص58.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 177