اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 176
والشجاعة في كثير من الحروب والوقائع.
وكذلك يجب أن يتولى قيادة الأندلسيين زعمائهم، وهو ما لم يتبع دائما، فكان يترتب على ذلك اضطراب الصفوف اثناء المواقع، وكانت حماسة الأندلسيين تهبط حينما يتولى الأجانب قيادتهم، على أنه مع ذلك كانوا يؤلفون قسما مستقلا من الجيش ينضوي تحت لواء القائد العام أبي يحي بن أبي حفص، ولما كان الأندلسيون والموحدون أو الجند المغاربة النظاميون يؤلفون قوة الجيش الرئيسية، فقد نصح عبد الله بن صناديد بان يتولى هؤلاء لقاء العدو ومواجهة هجومه الأول، وأما بقية الجيش وهي المؤلفة من قبائل البربر، ومعظمهم غير النظاميين، وجمهرة كبيرة من المحاربين والمجاهدين فيجب أن تكون قوة احتياطية للموحدين الأندلسيين، تقوم بالعون والإمداد. أما أبو يوسف المنصور فيستطيع بحرسه أن يرجح كفة الموقعة كلها، ويجب ان يرابط بقوته وراء التلال على مسافة قريبة، ثم ينقض فجأة بجنوده المتوثبين على الأعداء المتبعين، ويبادر بحضوره إلى تدعيم النصر المكسوب، كل هذه الآراء أبداها الزعيم الأندلسي، وأعجب أبو يوسف المنصور بها، فوافق عليها، وأمر بتنفيذها [1].
قلت: وهذه الخطة شبيهة بخطة المرابطين التي وضعوها في معركة الزلاّقة عام 479 هـ وهذا يدل على اهتمام أبي عبد الله ابن صناديد بالدراسة التاريخية الواعية.
وفي تلك الأثناء كان ألفونسو يستعد لمهاجمة المسلمين ونتيجة للأعداد الضخمة التي في حوزته رأى أن يترك أساليب الأسبان القديمة في الحرب، [1] انظر: معركة الأرك ص56.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 176