اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 160
محمود زنكي حيث ترك مذاهب أهل السنة والجماعة تنشط في دعوتها ودعّم مدارس المالكية والحنابلة والشافعية مع كونه حنفياً واهتم بالمحدثين ووفر لهم مايحتاجون من أجل تبليغ رسالتهم وكذلك القرّاء والحفاظ وبذلك الفعل الجميل استطاع ان يجند أهل السنة والجماعة ضد الرافضة وضد النصارى وواصل السير بعد وفاته تلميذه المخلص صلاح الدين وتحققت الانتصارات الكبرى والفتوحات العظمى.
إن هذا التضييق الذي فعله أبو يوسف يعقوب الناصر وبعض حكام الموحدين جعل أسباب تفجر الثورات الداخلية متواجداً.
لقد نظر الموحدون الى الذين خالفوهم في ميدان العقائد والمبادئ نظرة معادية اتسمت بالحقد والكراهية، على انهم من غير أهل الإيمان فعاملوهم بقسوة بالغة، مما أثار لدى بعض العلماء والفقهاء موجة من الذعر والخوف ولعل أوضح مثال على هذه الحالة ماجاء على لسان الوهراني بعد سقوط دولة المرابطين بقوله: (لما تعذرت مآربي واضطربت مغاربي، ألقيت حبلي على غاربي، وجعلت من مذهبات الشعر بضاعتي من اخلاق الأدب رضاعتي) [1].
وعبر الوهراني عن كرهه الشديد للموحدين من خلال جواب على سؤال حول رأيه في عبد المؤمن بن علي الموحدي وأولاده وسيرته ببلاده فقال: (مؤيد من السماء خواض للدماء مسلط على من فوق الماء حكم سيفه في المعمم واعمله في رقاب الأمم .. ولو أن للعلم لساناً والورقة إنساناً لتألمت وتظلمت .. ولكن السكوت على هذا الحال أرجح ومسالمة الأفاعي أنجح" [2]. [1] الدور الفكري للأندلسيين والمغاربة في المشرق، د. علي احمد ص86. [2] نفس المصدر السابق ص85،86.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 160