أ- اصلاحاته في منهج دولة الموحدين:
صرح زمن حكمه بعدم صحة الاعتقاد بعصمة بن تومرت [2] وجالس الصلحاء والمحدثين ومال إلى الظاهر، وأعرض عن كتب المالكية، وأحرق مالا يحصى من كتب الفروع [3].
قال عبد الواحد بن علي: كنت بفاس فشهدت الأحمال يؤتى بها، فتحرق، وتهدّد على الاشتغال بالفروع، وأمر الحفاظ بجمع كتاب في الصلاة من "الكتب الخمسة"، و "الموطأ"، ومسند ابن أبي شيبة ومسند البزار وسنن الدّرا قطني وسنن البيهقي وكان يملي ذلك بنفسه على كبار دولته وحفظ ذلك خلق، فكان لمن يحفظه عطاء وخلعة [4]. وكان لايحب التعمق في آراء الفقهاء البعيدة عن الدليل، قال مرّة لعبد الواحد بن علي: (أنا انظر في هذه الآراء التي أحدثت في الدين، أرأيت المسألة فيها أقوال، ففي أيّها الحقُّ؟ وأيها يجب أن يأخذ به المقلد؟ فافتتحت أبين له، فقطع كلامي، وقال: ليس إلاّ هذا، وأشار إلى المصحف، أو هذا، وأشار إلى "سنن" أبي داود، أو هذا، وأشار إلى السيف [5] قلت: والذي ينبغي للحاكم أن يوسع دائرة المذاهب، والاطلاع مادمت على أصول أهل السنة والجماعة وهذا مافعله السلطان الكبير والقائد الفذ نور الدين [1] وفيات الاعيان (7/ 4). [2] انظر: سير أعلام النبلاء (21/ 316). [3] نفس المصدر السابق (21/ 313). [4] المصدر السابق نفسه (21/ 314). [5] المصدر السابق نفسه (21/ 314).
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 159