responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 622
[2] - أفسد مصادر المياه المحيطة بالمدينة بحيث لم يبق حول بيت المقدس ما يُشرب أصلاً، مما سيجعل العدو في حالة عطش شديد إذا حاول الهجوم عليها.
3 - استدعى القوات من الأطراف، فجاءه الملك الأفضل مع العساكر الشرقية وبدر الدين دلدرم الياروقي من التركمان وعز الدين بن المقدم [1].
4 - قيام فرسان المسلمين بشن غارات مفاجئة وخاطفة على معسكر الصليبيين [2].
ثم عقد صلاح الدين في 19 جماد الآخرة/ أول تموز) اجتماعاً في بيت المقدس، مع أركان حربه للتشاور في أفضل السبل للدفاع عن المدينة في وجه الحشود الصليبية وطلب السلطان من القاضي ابن شداد أن يفتتح الجلسة، فتحدث هذا في بداية كلامه عن فضل الجهاد، ودعاهم إلى الاقتداء بالرسول الأعظم، فاستحسن الجميع كلامه، ثم سكتو وكأن على رؤوسهم الطير، وبعد هنيهة شرع صلاح الدين في الكلام وضمن ما قاله: إن دماء المسلمين وأموالهم وذراريهم معلقة في ذممكم، فإن هذا العدو ليس له من المسلمين من يلقاه إلا أنتم، فإن لويتم أعنتكم، طوى البلاد كطي السجل للكتاب وكان ذلك في ذمتكم، فإن أنتم الذين تصديتم لهذا وأكلتم مال بيت المال، فالمسلمون في سائر البلاد متعلقون بكم والسلام [3] فانتدب لجوابه الأمير سيف الدين المشطوب وقال: يا مولانا، نحن مماليكك وعبيدك، وأنت الذي أنعمت علينا وكبرتنا وعظمتنا وأعطيتنا وأغنيتنا، وليس لنا إلا رقابنا وهي بين يديك، والله ما يرجع أحد منا عن نصرتك إلا أن يموت. ووافق على كلام المشطوب بقية الحضور، فسر بذلك السلطان، لكن الأمراء سرعان ما تراجعوا عن موقفهم في اليوم التالي، كما أخبر بذلك أبو الهيجاء فقد أعلنوا من الخطأ أن يحصروا أنفسهم داخل القدس لأنهم يخافون أن يجري عليهم ما جرى على أهل عكا.
وأنهم يرون أن يكون لقاؤهم خارج أسوار القدس، وقالوا: إن قدر الله أن نهزمهم ملكنا بقية بلادهم، وإن تكن الأخرى - أي الهزيمة - سلم العسكر ومضت القدس [4]، لم يقتنع صلاح الدين بجواب الأمراء لأن أمر القدس عنده أمر عظيم لا تحمله الجبال، بل إنهم ردوا عليه بخشونه اعتادوا عليها منذ أمد كما ذكرنا، ويبدو أن الصراع بين عناصر جنده وأمرائه من الأكراد والتركمان قد ذر قرنه، وبلغ مستوى خطير وظهر ذلك من كلامهم حين قالوا: إنك إن أردتنا فتكون (داخل

[1] المصدر نفسه ص 196.
[2] المصدر نفسه ص 196.
[3] مفرج الكروب (2/ 386) الجيش الأيوبي ص 485.
[4] مرآة الزمان (8/ 416) الجيش الأيوبي ص 485.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 622
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست