صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس - الصلابي، علي محمد

اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 621

الدين رينولد صاحب صيدا، رسولا من قِبَل كونراد دي مونتفيرات، عرض عليه التحالف مقابل حصوله على صيدا وبيروت، بل إنه اقترح أن تعود عكا إلى المسلمين وقد هدف إلى تحويل مسار المفاوضات لصالحه الخاص [1]. وعندما علم ريتشارد قلب الأسد بتحركات كونراد دي مونتغيران، بذل جهوداً في إعادته إلى الصف الصليبي، غير أن جهوده باءت بالفشل، وكرَّر دي مونتفيرات محاولة التفاهم مع صلاح الدين وعقد صلاح الدين مجلساً لأركان حربه ليقَّرر أيَّ جانبي الصليبيين يمضي معه في المحادثات، فرأى الملك العادل وبعض الأمراء الميل إلى المضي في المحادثات مع الملك الإنكليزي لأنه سوف يغادر الشرق، في حين أن كونراد دي مونتفيرات كان ينوي البقاء والاستقرار في فلسطين، فتقرر قبول مقترحات ريتشارد قلب الأسد من حيث [2] المبدأ ومهما يكن من أمر محاولات التفاهم بين المسلمين والصليبيين وما وقع في تلك الأثناء من قتال بينهما، وإن كان محدوداً، لم يعد ثمة ما يدعو إلى التقارب ووصلت في غضون ذلك إلى مسامع ريتشارد قلب الأسد أخبار سيئة من الغرب إذ أن أخيه حنا قام بثورة ضده، مما تطلب منه العودة إلى بلاده بسرعة، لكنه لم يشأ مغادرة الشرق قبل أن يحل مشاكل الصليبيين الداخلية ويتفاهم مع المسلمين وأما المشاكل الداخلية فقد حُلَّت باغتيال كونراد دي مونتغيرات على يد الحشيشية في 13/ربيع الآخر عام 588هـ/28 نيسان عام 1192م [3]، فتخلص ريتشارد قلب الأسد من خصم عنيد وتحكَّم في صور واختار هنري دي شامبانيا لعرض مملكة بيت المقدس بعد أن تزوج من إيزابيلا أرملة كونراد ووريثة عرش المملكة ([4])،
وأما المشاكل مع الجانب الإسلامي، فقد تطلبت حلاً من نوع آخر يقوم على القوة وتطلع إلى استعادة بيت المقدس، فاستولى على قلعة الداروم في 9 جمادى الأولى/23 آيار، بعد مقاومة من جانب حاميتها، لكنه فشل في الاستيلاء على مجدل يابا، فاتجه إلى عسقلان، ومنها شرع بالزحف نحو بيت المقدس، فوصل في 27 جماد الأولى/11 حزيران إلى بيت [5] نوبة، واستعد صلاح الدين من جهته لمقاومته فسار إلى بيت المقدس.

الحادي عشر: تدابير صلاح الدين للدفاع عن القدس: قام صلاح الدين بتدابير آنية للدفاع عن المدينة المقدسة منها:
1 - قسَّم أسوارها على أمرائه وجهَّزهم بما يحتاجون إليه للمقاومة.

[1] النوادر السلطانية ص 285 - 286، 297.
[2] تاريخ الأيوبيين ص 195.
[3] النوادر السلطانية ص 31 تاريخ الأيوبيين ص 195.
[4] تاريخ الأيوبيين ص 195 ..
[5] المصدر نفسه ص 196.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست