اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 620
[5] - يُطلق سراح الأسرى من الجانبين.
6 - ترُدُّ إلى الداوية والأسبتارية بعض القرى في فلسطين دون الحصون [1].
رحَّب العادل بهذا العرض، ورأى في ذلك "عين الصواب" ولعله هدف إلى توحيد المسلمين والصليبيين في بلاد الشام تحت حكمه، وإقرار الأمور في تلك البلاد على أساس المحبة والارتباط بين الطرفين [2].
ورأى صلاح الدين في هذا العرض نوعاً من المزاح، لكنه أبدى سروره للموافقة عليه، ويبدو أن قبوله بهذا المشروع سببه الاعتقاد بأن ملك إنكلترا لن يتمكن من تنفيذ مشروعه وأن هذا منه هزء ومكر [3] وسرعان ما ظهر أن العقبة في سبيل تنفيذ ذلك المشروع جاءت من جوانا نفسها التي ارتاعت عندما سمعت بهذا العرض وقالت بأنه ليس ثمة ما يدعوها لأن تتزوج من رجل مسلم، مما دفع بريتشارد قلب الأسد أن يطلب من العادل أن يعتنق النصرانية لتذليل تلك العقبة، فرفض العادل ذلك [4].
والحقيقة أن قبول المسؤولين الثلاثة بهذا المشروع، إنما يدل على التقارب السياسي والحضاري في بلاد الشام بعد مرور قرن على بداية الحروب الصليبية بالإضافة إلى روح التسامح التي أخذت تنمو بوضوح في بعض تصرفات الفريقين بدليل أن الملك ريتشارد قلب الأسد اجتمع مع العادل على وليمة فاخرة أقيمت في 18 شوال 588هـ ثم افترقا بعد أن تحقَّقت بينهما أواصر الصداقة وقد أبدى الملك الإنكليزي رغبة في الاجتماع بصلاح الدين، لكن العادل رفض طلبه وقال: إن الملوك إذا اجتمعوا تصبح بينهم المخاصمة بعد ذلك، وإذا انتظم أمر، حسن الاجتماع [5]. ثم شُغل ريتشارد قلب الأسد بحلَّ مشاكل الصليبيين وبخاصة الخلاف الحادبين كونراد دي مونتفيرات وجاي لوزينان [6].
عاشراً: فقه سياسي صلاحي مواكب للحرب: في الوقت الذي كانت تدور فيه المفاوضات مع ريتشارد قلب الأسد، استقبل صلاح [1] الحركة الصليبية عاشور (2/ 882). [2] النوادر السلطانية ص 293 تاريخ الأيوبيين ص 194. [3] الجيش الأيوبي ص 482. [4] تاريخ الأيوبيين ص 194. [5] النوادر السلطانية ص 300 - 301 تاريخ الأيوبيين ص 194. [6] تاريخ الأيوبيين ص 195.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 620