responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 475
ما ترى فينا من عدله فمنه تعلمناه [1]، وقال أبو شامة في تكامل الشخصيتين فلله درهما من ملكين قد تعاقباً على حسن السيرة وجميل السريرة وهما حنفي وشافعي، شفى الله بهما كل عي، نور الدين أصل ذلك الخير كله مهد الأمور بعدله وهيبته في جميع بلاده، مع شدة الفتق واتساع الخرق، وفتح من البلاد ما استعين به على مداومة الجهاد، فهان على من بعده على الحقيقة سلوك تلك الطريقة، لكن صلاح الدين أكثر جهاداً وأعم بلاداً، صبر وصابر ورابط وثابر، وذخر الله له من الفتوح أنفسه وهو فتح الأرض المقدسة، فرضي الله عنهما أحقهما بقول الشاعر كم ترك الأول للآخر (2)
وقال عماد الدين الكاتب في نور الدين وصلاح الدين: فهما جدداً الإسلام بعد دروسه وشيداً بنيان التوحيد بعد طموسه، ثم أيد الله الإسلام بعدهما بالملك الظاهر ركن الدين [3].

4 - توحيد الأمة عن طريق القوة: إن الوقائع والأحداث جاءت بأن المسلمين عند بدء الحروب الصليبية كانوا متفككين، وكانوا دولاً متنازعة، وإمارات متحاربة، فجاء نور الدين زنكي يجمع الأمة على الجهاد ويوحدهما بمخاطبتها بالدليل الشرعي في الوحدة والاعتصام بحبل الله والاجتماع على قتال الصليبيين لتطهير المقدسات وقد بينت الأحداث أن توحيد الأمة لا يقف عند أمنية الناس والشعوب، ولا عند رغبتهم فيها، بل يتعداها إلى وجود حكام مخلصين مؤمنين موحدين يرغبون من كل قلوبهم بتوحيد الأمة ويترجم هذه الرغبة جهود عملية مضنية من هؤلاء الحكام، وجهاد مستمر يبذل فيه الأنفس والأموال، بل ويتعدى ذلك إلى استخدام أسلوب القوة والحرب مع دعاة الانفصال والتمزق والتفرقة وبغير هذا لا يقوم توحيد ولا وحدة، فلا غرور بعد هذه المقدمة الموجزة أن نجد نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي وأسرة زنكي إجمالاً وكذلك الأسرة الأيوبية وفي مقدمتها صلاح الدين الأيوبي قد حملوا راية التوحيد، توحيد الأمة لتكون صفاً في وجوه أعدائها الغازين، ووحدوها على الجهاد في سبيل الله، لقد وحدوها وحزموا كل الحزم في سبيل توحيدها فقاتلوا قتالاً مريراً وحاربوا حروباً كثيرة حتى فتحوا البلاد وطوعوها وطوعوا أمراءها للوحدة، كان الخطاب لهؤلاء الأمراء واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار وكان حازماً كل الحزم، لا هوادة فيه ولاتراجع، أما الاستجابة للوحدة وإما العزل عن الحكم والإمارة ([4]
وقد وجه صلاح الدين

[1] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 41).
(2) المصدر نفسه (1/ 26 - 28) ..
[3] مفرج الكروب (2/ 193) دروس وتأملات في الحروب الصليبية ص 132.
[4] تأملات في الحروب الصليبية ص 136 ..
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 475
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست