اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 470
تقوم بعمل عسكري موفق على الجبهة الجنوبية في منطقة الداروم (ما بين غزة ومصر) وقد أثبتت مجمل هذه المعارك أن الجبهة الصليبية في هذا الموضع أقصى ما يمكن أن تقوم به هو القدرة على الدفاع عن بعض مناطق سيطرتها وفقدت ميزة القدرة على الهجوم مقارنة بأوضاعها قبل ظهور صلاح الدين الأيوبي والاستثناء الذي حصل هي الغازات التي كان يقوم بها حاكم الكرك الصليبي أرناط والذي يعتبر تابعاً لمملكة بيت المقدس [1] وقد عرف أرناط بالفارس اللص حتى عند الفرنج، إذ لم يكن من نوع الفرسان الذين يحرصون على شرفهم ويتمسكون بمبادئ الفروسية، بل كان لا يصلح إلا للنهب والسلب والغدر وشن الإغارات على الأبرياء المسلمين وقد وصفه بعض المؤرخين الأوروبيين أنه "نموذج للفارس اللص في عصره، فقد اتصف بالجشع والغدر والوحشية والتعصب الأعمى، ولم تفلح الخمس عشرة سنة التي قضاها أسيراً في حلب لتعديل سلوكه أو تهذيبه (2)
وأما المؤرخ أبو شامه فقد وصفه بأنه: أغدر الفرنجة وأخبثها وأفحصها عن الردى والرداءة وأنقضها للمواثيق المحكمة والإيمان المبُرمة [3].
وقد تناسى أرناط أمر هدنة معقودة بين صلاح الدين ومملكة بيت المقدس، وخرج على رأس قوة من رجاله، وأوغل في صحراء العرب حتى تيماء [4]، وكان في نيته أن يزحف من تيماء إلى المدينة النبوية: للاستيلاء على تلك النواحي الشريفة [5]. إلا أن فرخشاه ابن أخي صلاح الدين ونائبه في دمشق، أسرع إلى غزو الأردن وأعمال الكرك ونهبها، مما جعل أرناط يعود إلى إمارته للدفاع عنها، بعد أن نهب قافلة إسلامية كبيرة كانت متجهة من دمشق إلى مكة وسلب منها ثروة ضخمة [6] ولذلك غضب صلاح الدين وأرسل إلى ملك بيت المقدس يلومه على ما حدث ويذكره بالهدنة المعقودة بين الطرفين ويطلب منه أن يلزم أرناط برد المسلوبات، والملك - بلدوين الرابع كان مستاء من أرناط أيضاً، فأرسل إليه يطلب إعادة ما سلب من المسلمين وأسراهم، ولكن أرناط سخر من سيده - الملك المريض - ورفض أن يصغى إلى نصحه [7]. [1] دراسات في تاريخ الأيوبيين والمماليك ص 95.
(2) الحركة الصليبية، عاشور (2/ 617) الجهاد والتجديد ص 231 .. [3] كتاب الروضتين (2/ 75). [4] الجهاد والتجديد ص 231. [5] الكامل في التاريخ حوادث سنة 577هـ الجهاد والتجديد ص 231. [6] الكامل في التاريخ (9/ 153) الجهاد والتجديد ص 231. [7] الحركة الصليبية (2/ 606) الجهاد والتجديد ص 231.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 470