responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 471
كانت حملات أرناط غير موفقة من حيث توقيتها فهي جاءت في وقت كانت فيه قوة صلاح الدين تتعاظم في حين أن مملكة بيت المقدس، والإمارات الصليبية الأخرى تعاني من مشكلات داخلية عصية على الحل، فبذور الشك أصبحت متزايدة بين حاكم مملكة بيت المقدس بلدوين الرابع وبين بوهميند الثالث أمير أنطاكية، وريموند الثالث أمير طرابلس كما جاءت في وقت تعاني فيه مملكة بيت المقدس من مشاكل حول صحة بلدوين الرابع ومشكلة وراثة العرش، وعلى الصعيد الخارجي كانت علاقات صلاح الدين تتوثق مع المدن الإيطالية ومع حاكم الإمبراطور البيزنطية الكيسوس كومنين الثاين، يضاف إلى ذلك أن حملات أرناط جاءت لتؤكد فشل مملكة بيت المقدس في السيطرة على المناطق التابعة لها إذ أن أرناط الذي يُفترض أنه تابع لمملكة بيت المقدس لم يلتزم بالهدنة الموقعة بين صلاح الدين ومملكة بيت المقدس إضافة إلى أن حملات أرناط وما حملته من تهديد للأماكن المقدسنة قد عاد بأثر إيجابي على الجبهة الإسلامية، حيث أن هذه التصرفات من قبل أرناط جعلت جميع القوى الإسلامية في بلاد الشام والجزيرة تقف إلى جانب صلاح الدين [1].
وبدأ صلاح الدين يركز على معاقبة أرناط على كل أفعاله الإجرامية بحق قوافل التجارة والحجيج واتجه لحصار الكرك في أكثر من مرة عام 580هـ/1184م وعام 583هـ/1187م إلى جانب عمليات عسكرية إسلامية على الجبهة الشمالية في مناطق طبرية في عام 583هـ/1187م. جرت هذه التطورات والجبهة الإسلامية الآن مكتملة الوحدة بعد الصلح الذي وقع مع حاكم الموصل، والجبهة الصليبية تعاني من مشكلاتها الدالخية التي ازدادت سوءاً بعد وفاة بلدوين الرابع وتسلم بلدوين الخامس للحكم سنة 1185م وتوفي بعد ذلك لعام 1186م لتدخل بعدها مملكة بيت المقدس في صراع على وراثة الحكم شارك فيه أمير طرابلس ريموند الثالث فثارت شكوك حول وفاة بلدوين الخامس أهي وفاة طبيعية أم أن الأطراف الطامعة في تاج مملكة بيت المقدس كانت وراء هذه الوفاة حيث يشار على أنه مات مسموماً [2]، ووصل الأمر إلى أن أصبح الصليبيون يشكلون معسكرين متعادين حول وراثة حكم مملكة بيت المقدس فريق يؤيد جاي لوزجنان وحكمه للقدس وفريق آخر معارض لهذا الحكم ويرأسه ريموند الثالث أمير طرابلس وبوهيمند الثالث أمير أنطاكية [3]. في هذه الأوضاع المضطربة داخلياً على الجبهة الصليبية والتي يقابلها وحدة وقوة في الطرف الإسلامي، قام حاكم الكرك أرناط بإثارة مشكلات مع الطرف الإسلامي، حيث عاود أسلوبه

[1] دراسات في تاريخ الأيوبيين والمماليك ص 96.
[2] دراسات في تاريخ الأيوبيين والمماليك ص97.
[3] المصدر نفسه ص 97.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست