responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 301
العاضد، يموت في هذا اليوم ما عصضاه برفع اسمه من الخطبة. فضحك القاضي الفاضل وردّ عليه قائلاً: يا مولاي لو علم أنكم ما ترفعون اسمه من الخطبة لم يمت [1]، فابتسم الحاضرون لهذه المداعبة الكلامية، بين الوزير صلاح الدين وكاتبه أو مستشاره التي انطوت فيها آخر صفحة من صفحات تاريخ الدولة الفاطمية فقد توفي العاضد آخر الخلفاء في هذا اليوم، يوم عاشوراء سنة 567هـ/1171م أي يوم ذكر مقتل الحسين بن علي [2].

6 - القاضي الفاضل والقضاء على الدولة الفاطمية:
لقد أشار المؤرخ المصري المقريزي إلى الدور الذي قام به القاضي الفاضل في الانقلاب على الفاطميين بقوله: واستعان صلاح الدين به (أي بالقاضي الفاضل) على ما أراد من أزالة الدولة الفاطمية حتى تّم مراده، فجعله وزيره ومستشاره [3]. وإن كلمة استعان تشير إلى دور القاضي الفاضل في تنفيذ مخطّط صلاح الدين في القضاء على الدولة الفاطمية، كما أن أختيار صلاح الدين القاضي الفاضل وزيراً له ما هو إلا تعبير عن تقدير صلاح الدين لدور القاضي الفاضل في هذا المخطّط الخطير، وفي تأسيس قواعد الدولة الأيوبية التي سبقت هذا المخطط وهذا الاختيار يشير أيضاً إلى اعتراف واضح من صلاح الدين بدور القاضي الفاضل في إطاحة الفاطميين، وبأهمية القاضي الفاضل لخطط صلاح الدين المستقبلية، ولقد ظل صلاح الدين يجني ثمرة اختياره القاضي الفاضل وزيراً له حتى وفاته، ولقد كانت أعمال القاضي الفاضل في الإدارة المصرية منذ عهد أسد الدين، وأقواله في كتاباته في عهد صلاح الدين تشير إلى دوره الكبير في دعم الوجود السني في مصر، ولقد سعى من خلال مخطط سنّي واسع للقضاء على عوامل الانقسام الديني في العالم الإسلامي وحماية مصر من الاجتياح الفرنجي واستعادة فلسطين وقد واتته الفرصة لتحقيق هذه الأهداف مع صلاح الدين وسارع إلى تحقيقها ([4]
فقد رأى في صلاح الدين مثالاً للقائد القادر على أن ينقذ مصر من الخطر الفرنجي من ناحية وأن يقدم لأمته الكثير - ولذلك منح صلاح الدين مصادره الوافرة من معلومات وتجربة وإدارة وأدب وشعر وأسس بمساعدته والتعاون معه شيئاً من الاستقرار الداخلي لمصر، بعد كل ما دهاها ودهى شعبها من محن ومصائب، وأدرك صلاح الدين أن القاضي الفاضل إنسان عظيم عقلاً وعلماً ومكانة وفي إمكانه أن يوصله إلى أهدافه

[1] أخبار الدولتين نقلاً عن القاضي الفاضل ص 139.
[2] القاضي الفاضل ص 139.
[3] الخطط (2/ 266).
[4] القاضي الفاضل ص 141 ..
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست