responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 60
لا يقدرون على المشي إلى الجامع غير يوم الجمعة لبعده عن [1] العمارة وكان معظم مناطق البعيدة عن المركز خربة لا عمران فيها ولا أمن وسرعان ما ساد العمران هذه المناطق لدى مجيء زنكي [2]، بفضل حمايته للبلاد ومنعه المفسدين وكفه أيدي الأقوياء [3]. وكان لانتشار الأمن في المنطقة أثر واضح في زيادة عدد السكان في إمارة زنكي [4]، كما غدت الموصل ملجأ للمهاجرين من بغداد بسبب فقدان الأمن هناك واشتداد الضوائق الاقتصادية [5]. وبالإمكان معرفة الدور الذي لعبه زنكي في مجال الأمن بتتبع ذلك في الأيام التي أعقبت اغتياله حيث اضطربت الأعمال، واختلت المسالك، وانطلقت أيدي الحرامية في إفساد الأطراف والعبث في سائر النواحي [6].
وعندما كان زنكي يسيطر على المدن، لم يكن يترك جنوده يتحكمون بمقدراتها ويسيئون إلى أهاليها وينشرون الرعب والفوضى في بروعها، بل كان سرعان ما يعين عليها والياً من قبله، كي تكون الكلمة والسلطة بأيدي رجال مدنيين، من أجل إحلال الأمن في المدينة وإعمارها [7]، وكان لا يسمع - أبداً - لجنده - خلال التحركات والعمليات الحربية بأن يعتدوا على الفلاحين بنهب أو تخريب مزارعهم فكان العسكر يمشي خلفه كأنهم بين خيطين، مخافة أن يدوس العسكر شيئاً من الزرع ولا يجسر أحد من أجناده أن يأخذ - ولو مقداراً ضئيلاً من
التبن - من فلاح إلا بثمنه، أو بخط من الديوان إلى رئيس القرية وإن تعدى أحد صلبه [8]، ومراراً عديدة، وفي مناطق مختلفة، والهدم والتسلط العسكري، ففي عام 528هـ - مثلاًُ قام بالقضاء على أعمال النهب والفوضى التي كان يقوم بها بعض أكراد شرقي الموصل ضد الفلاحين [9] وفي عام 533هـ استولى على منطقة شهرزور التركمانية: فأصلح أحوال أهلها وخفف عنهم ما كانوا يلقونه من التركمان [10]. وفي عام 537هـ استطاع أن يستولى على عدد من حصون الأكراد شمالي الموصل وأن يقضي على أعمال الفساد في المنطقة [11]. وفي عام 539هـ قام عسكره - أثر استرجاع الرها من الصليبيين - باستباحة المدينة خلال الأيام الأولى من الفتح: فلما دخل زنكي البلد أعجبه منظره، فأسف لمثله من الخراب، ورأى أن تخريبه وإخلاءه من أهله غير مستحسن من مثله فأمر بإعادة ما أخذ من سبي وأموال، فردوا عن آخرهم، وعاد البلد عامراً آهلاً آمناً [12]، ثم أصدر أوامره بإعادة أعمار الرها [13]، فأصلح أحوال أهلها وخفف عنهم ما كانوا يلقونه من التركمان [14]. وفي عام 537هـ استطاع أن يستولي على عدد من حصون الأكراد شمالي الموصل وأن يقضي على أعمال الفساد في المنطقة [15].
وفي عام 539هـ قام عسكره - أثر استرجاع الرها من الصليبيين - باستباحة المدينة خلال

[1] الباهر ص 77 عماد الدين زنكي ص 270.
[2] الباهر ص 77 - 78 عماد الدين زنكي ص 271.
[3] المصدر نفسه ص 77.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 271.
[5] الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 271.
[6] كتاب الروضتين نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 271.
[7] عماد الدين زنكي ص 271.
[8] زبدة حلب (2/ 283 - 284) عماد الدين زنكي ص 271.
[9] عماد الدين زنكي ص 271.
[10] الباهر ص 57 - 58 عماد الدين زنكي ص 272.
[11] الباهر ص 64 مرآة الزمان (8/ 190) عماد الدين ص 272.
[12] الباهر ص 69 عماد الدين زنكي ص 272.
[13] زبدة الحلب (2/ 279 - 280).
[14] الباهر ص 57 - 58 عماد الدين زنكي ص 272.
[15] الباهر ص 64 مرآة الزمان (8/ 190) عماد الدين الزنكي ص 272.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست