responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 59
ك- نهيه عن أصحابه وموظفيه عن اقتناء الأملاك: كان ينهي أصحابه وموظفيه عن اقتناء الأملاك قائلاً لهم: ما دامت البلاد بأيدينا فأي حاجة بكم إلى الأملاك، فإن الاقطاعات تغني عنها، فإن خرجت البلاد من أيدينا، فإن الأملاك تذهب معها ومتى صارت الأملاك لأصحاب السلطان ظلموا الرعية وتعدوا عليهم وغصبوهم أملاكهم [1]. وقد لخص زنكي بهذا التصريح سياسته العادلة إزاء الرعية، وموقفه من موظفيه كما أوضح مفهومه عن الحكم المستبد العادل، وهذا هو الذي دفع عدداً من المؤرخين إلى التأكيد على سياسته العادلة لدى استعراضهم لسيرته [2]، وأنه كان يتقبل آراء الرعية وانتقاداتهم ويروي ابن واصل أن زنكي كان يمارس الظلم في بدء أمره، فسمع في إحدى الليالي شخصاً يغني بيتين من الشعر عن العدل فبكى وتبّدلت نيته في الظلم، والزم نفسه بالعدل منُذ ذلك اليوم [3]، كما يشير ابن العديم إلى أن أهل حران امتدحوا سياسة زنكي العادلة معهم ثم يقول: وبلغني أنه لا يتجاسر أحد من رعيته، كائناً من كان، أن يظلم أحداً من خلق الله [4]. وفي العموم كانت سياسته إلى العدل أميل وخالطها شيء من الظلم، وحرص على التخلص منه.

4 - الدواوين: كان ديوان زنكي يقاس بدواوين السلاطين السلاجقة لكثرة التجميل ونفاذ الأمر، وعظم الحاشية والخرج [5] وهذا يؤكد أهمية ذلك الديوان وبلوغه مرحلة متقدمة من الاتساع والنمو وكثرة الموظفين وضخامة المصروفات بحيث أن أي مراجع كان يقصده كان يجد من " توفر - موظفيه عليه ونظرهم في مصالحة ما - يجعله - كأنه في أهله (6)
5 - الأمن الداخلي والأعمار: استطاع زنكي، بإدارته الحازمة وضبطه للأمور [7] وعدالته وبمساعدة أجهزة الجيش والبريد أن يحقق نتائج هامة في إمارته في مجال اقرار الأمن والقضاء على المفسدين ونشر العمران في البلاد، حيث يشير ابن العديم إلى أن البلاد عمرت في أيام زنكي: بعد خرابها وسادها الأمن بعد الخوف، وكان زنكي لا يبقي على مفسد [8] وقد كان الأمن مضطرباً في الموصل نفسها خلال الفترة التي سبقت حكم زنكي، ويورد ابن الأثير نصاً يلقي ضوءاً على الموضوع، رغم ما فيه من مبالغة، يقول فيه: كان الناس

[1] الباهر ص 77 عماد الدين زنكي ص 268.
[2] مفرج الكروب نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 268.
[3] مفرج الكروب نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 268.
[4] زبدة حلب (2/ 284) عماد الدين زنكي ص 268.
[5] الباهر ص 83 عماد الدين زنكي ص 270.
(6) عماد الدين زنكي ص 270.
[7] الباهر ص 13 عماد الدين زنكي ص 270.
[8] زبدة حلب (2/ 284) عماد الدين زنكي ص 270.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست