responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
كانوا ينصحونه، ويبذلون نفوسهم له [1]، وهذا هو الذي دعا جمال الدين الوزير إلى وصف زنكي بأنه كان: متمكناً قوي العزم لا يتجاسر أحد على الاعتراض عليه ولا يتلون بأقوال أصحابه مما دفع أصحابه إلى حفظه [2].
ش- انتقاء الموظفين: كان زنكي ينتقي موظفيه من الرجال ذوي الهمم العالية، والآراء الصائبة، والأنفس الأبية [3] فإذا ما أضيف إلى ذلك توسيعه في رواتب موظفيه [4] أدركنا مدى إخلاص هؤلاء له ولعملهم، ومدى سير الأمور الإدارية في ولايته سيراً طبيعياً. وخير مثل على ذلك موظفه الكبير جمال الدين الأصفهاني الذي أظهر في أيامه من الكفاية والنظر في صغير الأمور وكبيرها، والتحقيق فيها ما يدل على تمكنه من الكفاية، فلما وزر جمال الدين نفسه - لقطب الدين مودود بن زنكي، قلت كفايته وصار يهمل بعض الأمور وعندما سأله أحد الموظفين عن السبب في ذلك أجاب: ليست الكفاية عبارة عن فعل واحد في كل زمان، إنما هي أن يسلك الإنسان في كل زمان ما يناسبه [5].
ع- المركزية في الحكم: يقول بعض الباحثين كان زنكي يؤمن بما سمى اليوم (الدكتاتور العادل) ويسعى إلى تطبيع هذا المبدأ في مجال الإدارة، فكان يقول: ما يتفق أن يكون أكثر من ظالم
واحد - يعني نفسه [6] ويقول عماد الدين خليل كلمة ظالم تعني السيطرة الفردية المركزية في الحكم، وعدم السماح للموظفين الآخرين بالارتفاع إلى مستوى مسؤوليته في الإدارة، ومشاركته في الحكم وعدم السماح للموظفين الآخرين بالارتفاع إلى مستوى مسؤليته في الإدارة، ومشاركته في الحكم ولهذا السبب - نفسه - لم يكن زنكي يسمح لموظفيه وعماله بظلم أحد من أفراد الرعية أو التعرض لهم بأي أذى. وقد عاقب عز الدين الدبيسي - وهو من أكابر أمرائه - لأنه سلب أحد يهود جزيرة بن عمر بيته [7]، وعاقب أحد ولاته بسمل عينيه لتعرضه لامرأة [8] فخاف الولاة وانزجروا [9]. وعجز القوي عن ظالم الضعيف [10].

[1] عماد الدين زنكي ص 266.
[2] الباهر ص 82 - 83 عماد الدين زنكي ص 266.
[3] أخبار الروضتين (1/ 114).
[4] عماد الدين زنكي ص 267.
[5] الباهر ص 82 - 83 عماد الدين زنكي ص 267.
[6] زبدة حلب (2/ 284) عماد الدين زنكي ص 266.
[7] الباهر ص 77 عماد الدين زنكي ص 267.
[8] الباهر ص 84 عماد الدين زنكي ص 267.
[9] مرآة الزمان (8/ 190).
[10] زبدة حلب (2/ 284).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست