اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 61
الأيام الأولى من الفتح: فلما دخل زنكي البلد أعجبه منظره، فأسف لمثله من الخراب، ورأى أن تخريبه وإخلاءه من أهله غير مستحسن من مثله فأمر بإعادة ما أخذ من سبي وأموال، فرداً عن آخرهم، وعاد البلد عامراً
آهلاً آمناً [1]، ثم أصدر أوامره بإعادة أعمار الرها [2]. ولا أدل على حب عماد الدين زنكي للأعمار ورفقه بأهالي المناطق المفتوحة من تعيينه نجم الدين أيوب واليا على بعلبك عام 534هـ، وهو الذي توسط لدى زنكي في العفو عن أمراء بعلبك الذين حكم عليهم بالأعدام، فأجابه زنكي إلى طلبه وولاه على بعلبك وأقطعه ثلثها [3].
6 - سياسة الترحيل: اتبع زنكي ما يمكن تسميته بـ (سياسة الترحيل) أي نقل جماعة من مكان إلى مكان آخر لتحقيق غرضين. أولهما: التمكين لحكمه في بعض المناطق التي استولى عليها
وثانيهما: اتخاذ بعض هذه الجماعات كقوات حاجزة بين ممتلكاته وبين مناطق الأعداء، ففي عام 536هـ استولى على مدينة الحديثة الواقعة على الفرات، ونقل من كان بها من آل مهراش إلى الموصل ورتب أصحابه فيها [4]، وأغلب الظن أن آل مهراش هم حكام " الحديثة " الذين كانوا يهددون سيطرة زنكي على المدينة مما اضطره إلى إبعادهم وفي عام 540هـ وعندما أعلن أرمن الرها العصيان ضد زنكي واستطاع نائبه زين الدين كجك أن يقضي على المحاولة، أمره زنكي بإعدام قادة المؤامرة ثم قام بترحيل بعض الأرمن من المدينة، وأحل محلهم ثلاثمائة عائلة يهودية تخلصاً من خطر وجودهم [5] وخلال فترة مبكرة من حكم زنكي قام بنقل طائفة من التركمان تدعى " الإيوانية " مع أميرهم ياروق أرسلان إلى الشام، وأسكنهم في ولاية حلب، وأمرهم بجهاد الصليبيي، ومنحهم الحق في تملك كل ما استولوا عليه من البلاد العائدة لهؤلاء وقد استطاعت هذه الطائفة - فعلاً - أن تسترد من الصليبيين الكثير من الأراضي المحيطة بحلب حيث بقيت بأيديهم إلى سنة 600هـ [6]. وكان ياروق مقدماً كبيراً وإليه نسبت الطائفة الياروقية من التركمان. وقد حققت هذه الطائفة - فضلاً عن أعمالها
الحربية - نتائج عمرانية، إذ بنى ياروق وأتباعه على شاطئ نهر قويق [1] الباهر ص 69 عماد الدين زنكي ص 272. [2] زبدة الحلب (2/ 279 - 280). [3] كتاب الروضتين (1/ 86 - 87). [4] المنتظم (10/ 102) عماد الدين الزنكي ص 273. [5] عماد الدين زنكي ص 273. [6] الباهر ص 80 عماد الدين زنكي ص 273.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 61