اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 575
يشتمل عليه علمنا، ولأهل القصر والمصريين "الجند" في أثناء هذه المُدَدد رُسل تتردد، وكتب إلى الفرنج تتجدد [1].
كانت سياسة صلاح الدين أثناء هذه الفترة إذا شك أعوانه بأحد من الجماعات المذكورة وقام باعتقاله ولم يتمكنوا من إثبات التهمة ضده، أطلق سراحهم، وخّلّى سبيلهم فلا يزيدهم العفو إلا ضراوة، ولا الرقة عليهم إلا قساوة [2].
واتصل المتآمرون في ذات الوقت " بشيخ الحيل" سنان [3]، زعيم الإسماعيلية النزارية في بلاد الشام، طالبين مساعدته محتجين: بأن الدعوة واحدة، والكلمة جامعة، وأنّ ما بين أهلها خلاف إلا فيما يفترق به كلمة ولا يجب به فعود عن نُصرة [4]. وطلبوا منه بصورة خاصة اغتيال " الملوك " كما كانت عادتهم أو نصب المكائد لهم وكان الرسول إليهم خال ابن قرجلة [5]، أحد الدولة الفاطمية السابقين، ويبدو أن الاثنين كانوا عند صاحب الجبل عند اكتشاف المؤامرة فالتجأوا إلى الصليبيين [6].
ولا نعرف إذا كان المتآمرون اتصلوا بملك صقليّة لإرسال الأسطول مباشرة أم عن طريق ملك الصليبيين لكنّ الأسطول قدم بعد فشل المؤامرة، إلى الإسكندرية، وكان مكوناً من 200 سفينة ويحمل أعداداً كبيرة من الخيالة والرجالة، فمُّني بخسائر كبيرة خاصة وأن الملك عموري لم يتقدم في البرّ كما كان الاتفاق بسبب القضاء على المتآمرين بحزم [7].
وفي المّرة الأخيرة التي قدم فيها "جِرْج" برسالة إلى ديوان صلاح الدين وصل كتاب إلى الديوان "ممن لا نرتاب به من قومه "الصليبيون" يذكرون أنه رسول مخاتلة (خداع) لا رسول مجاملة فاتخذ رجال صلاح الدين الاحتياطات المناسبة لمراقبته دون أن يشعر، ولم يظهروا له أي شكٍ فيه وقام "جرج" بالاتصال بجماعة القصر الفاطمي، ومدبري المؤامرة، وأمراء الجند الفاطمي السابقين، وجماعة من النصارى واليهود عند ذلك توصل رجال دولة صلاح الدين إلى إدخال أحد العيون إليهم من جماعته "فَدَسْنه إليهم من طائفتهم من داخلهم [8]، فصا ينقل إلينا أخبارهم ويرفع إلينا أحوالهم [9].
وبدأت تنتشر الإشاعات والأقاويل بين الناس حول المؤامرة، وخاف رجال دولة صلاح الدين من انكشاف الأمر وهرب رؤساء الفتنة، فقرروا اعتقالهم، ثم أحضروا واحداً واحداً [1] كتاب الروضتين (2/ 287). [2] المصدر نفسه (2/ 287). [3] المصدر نفسه (2/ 288). [4] المصدر نفسه (2/ 289). [5] المصدر نفسه (2/ 289). [6] المصدر نفسه (2/ 289). [7] صلاح الدين القائد وعصره ص 172. [8] صلاح الدين القائد وعصره نقلاً عن كتاب الروضتين ص 172. [9] المصدر نفسه ص 172.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 575