responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 576
أمام صلاح الدين: وقَرَّرَهم على هذه الحالة فأقروا واعترفوا واعتذروا بكونهم قُطِعت أرزاقهم وأخذت أموالهم [1].
تبين من التحقيقات والإقرارات أنهم عَيّنوا خليفة ووزيراً، وأنه وقع خلاف بينهم حول الخليفة وحول الوزير (آل رُزّيك أو آل شاور).
استفتى صلاح الدين العلماء في أمرهم، فأفتوا بقتلهم، وعندما تردد صلاح الدين في التنفيذ، طالب، أهل الفتوى وأهل المشورة بالإسراع في التنفيذ، فصَدَر الأمر بقتلهم وصلبهم: وشنقوا على أبواب قصورهم، وصلبوا على الجذوع المواجهة لدورهم [2]. وكان المشهورن الذين شنقوا: الشاعر عمارة بن علي اليمني، وعبد الصمد الكاتب، والقاضي العويرس، ودِاعي الدعاة ابن عبد القوي. وقد خاول القاضي الفاضل صادقاً الشفاعة لدى صلاح الدين في عمارة، على الرغم من العداوة القديمة بينهما، إلا أن عمارة أعتقد أنها خدعة فرفض قبولها، فتم صلبه مثل غيره [3].
وأما أهل القصر فقد اعتقلوا بداية، ثُم نُقلوا إلى أماكن مختلفة وأعطى القصر إلى أخيه العادل، ذلك أن صلاح الدين رأى: فإنهم مهما بقوا فيه بقيت مادة لا تنحسم الأطماع عنها، فإنه "القصر" حبالة للضلال منصوب، وبيعة "مقامٌ" للبدع محجوبة [4].
وشُرَّدت طائفة الإسماعيلية من بلاد مصر ونُفُوا أما البقية فقد أعلن في القاهرة: بأن يرحل كافة الأجناد وحاشية القصر وراجل السُّودان إلى أقصى بلاد الصعيد [5].
وكشفت التحريات والبحث في هذه القضيّة عن وجود داعية يُسَمّى "قُديد القَفّاص" في الإسكندرية، التي كان غالبية أهلها من أهل السنة، وأن دعوته انتشرت في بلاد الشام ومصر، وأن أرباب المعايش (الحرب والصناعات) في ثغر الإسكندرية يحملون إليه جزءاً من كسبهم، والنسوان يبعثن إليه شطراً وافياً من أموالهن [6]. كما وجُد لديه كتب ورقاع تدل على الكفر الصريح [7]. وهكذا فقد تمكن صلاح الدين بفضل الله ثم بصبره وقيادته الحازمة من القضاء على هذه المؤامرة الفتنة التي دفعته أخيراً إلى اتخاذ القرار الحاسم بالنسبة لكل بقايا الدولة الفاطمية من بيت الخلافة، وكبار رجالها، والحاشية، والجند والسودان [8].

[1] المصدر نفسه ص 172.
[2] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (2/ 289).
[3] صلاح الدين القائد وعصره ص 173.
[4] كتاب الروضتين (2/ 290).
[5] صلاح الدين القائد وعصره ص 173.
[6] كتاب الروضتين (2/ 290).
[7] المصدر نفسه (2/ 290).
[8] صلاح الدين القائد وعصره ص 173.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 576
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست